النظام السوري يحل لجنة الحوار ويوقف الاتصال بالمعارضة


كشفت مصادر سورية معارضة، أن النظام السوري أصدر قرارًا بحل لجنة للحوار مع المعارضة والمتظاهرين المطالبين بالحرية وتجميد اتصالات أولية كان قد أجراها مع شخصيات معارضة من أجل التحضير لعقد مؤتمر حوار وطني.
ويأتي الإعلان عن ذلك بعد نحو أسبوعين من تشكيل لجنة برئاسة فاروق الشرع نائب الرئيس، تضم في عضويتها نجاح العطار نائبة الرئيس، وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة، واللواء محمد ناصيف معاون نائب الرئيس.
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عن المصادر- التي قالت إنها اشترطت عدم ذكر اسمها- إن الحكومة السورية "ستوكل إلى مجلس الشعب (النواب) المقبل الذي سيُنتخب خلال شهر ونصف إصدار قوانين الأحزاب والإعلام وغيرها من القوانين التي ترى فيها الحكومة خطوات إصلاحية، أما الإصلاحات الدستورية المتعلقة بالتعددية وقيادة حزب البعث للدولة والمجتمع وغيرها فقد تم تأجيل البت فيها سواء بالتعديل أو بالإلغاء إلى وقت لاحق لم يحدد" بعد.
وكانت المعارضة تقدّمت بمقترحات للسلطات السورية لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين، على أن يتم التمهيد للحوار عبر سحب القوات الأمنية والعسكرية من المدن السورية والاعتراف بفشل الحل الأمني وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي التظاهرات.
وبموجب المقترحات، يتبع ذلك حوار وطني شامل يضم المعارضة بكافة أطيافها وممثلين عن المتظاهرين والمحتجين وأحزاب السلطة، يبحث الأمور الأساسية المتعلقة ببنية النظام وخاصة الحريات وتداول السلطة وفصل السلطات وإعادة النظر بصلاحيات أجهزة الأمن وغيرها، الأمر الذي رفضته السلطة بعد أن أعلنت عن عزمها البدء بهذا الطريق.
واستجاب الرئيس السوري في البداية للاحتجاجات التي تعد أخطر تحد لحكمه الممتد منذ 11 عاما بتقديم وعود بإجراء إصلاحات، ومنح الجنسية لعدد كبير من الأكراد بعد أن كانوا محرومين منها وفي الشهر الماضي ألغى حالة الطواريء المطبقة منذ 48 عامًا.
لكنه أيضا أرسل الجيش لسحق المعارضة في درعا التي انطلقت منها شرارة المظاهرات للمرة الاولى في 18 مارس ثم إلى مدن أخرى موضحا أنه لن يجازف بفقد السيطرة المحكمة التي تتمتع بها عائلته العلوية على سوريا منذ 41 عامًا.
ومثلت الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد تحديًا غير مسبوق جاء نحو ثلاثة عقود مما وصفت بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد في حماة، حيث قتل الآلاف في أكبر حملة قمع ضد جماعة "الإخوان المسلمين".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com