سخرت وسائل الإعلام الباكستانية من الجيش، لعجزه عن التصدي لهجوم لحركة "طالبان" تمكن خلاله مجموعة صغيرة من مقاتلي الحركة من السيطرة على قاعدة جوية تابعة لسلاح البحرية، ولم يستطع الجيش استعادة السيطرة عليها إلا بعد معركة دامت 16 ساعة شارك فيها مئات من قوات "الكوماندوز" والقناصة.
وكان نحو ستة مسلحين فقط تسللوا إلى قاعدة مهران التابعة للبحرية الباكستانية في كراتشي في وقت متأخر الأحد ودمروا طائرتين وحاصروا مبنى رئيسيا في واحدة من اشد القواعد حراسة وقتلوا عشرة من قوات الأمن وأصابوا 20، في عملية تبنتها حركة "طالبان" الباكستانية ردًا على قتل زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن.
وتقول وكالة "رويترز" إن الهجوم ألقى بمزيد من الشكوك حول قدرة الجيش على حماية قواعده بعد غارة على مقر للقيادة في مدينة روالبندي عام 2009 ويزيد من الحرج الذي أعقب الغارة المفاجئة للقوات الخاصة الأمريكية على مخبأ بن لادن إلى الشمال من العاصمة الباكستانية إسلام آباد في الثاني من مايو الجاري.
وجاء رد الفعل من وسائل الإعلام الباكستانية المؤيدة للجيش عادة عنيفا، وكتبت صحيفة ذا نيوز الصادرة بالإنجليزية في افتتاحيتها قائلة: "الخطب السياسية الرنانة واجتماع للجنة الدفاع الحكومية لن يحل هذا. هذه ملحمة فشل تفضح خطرا قائما تحتاج لإلى قيادة ملحمية توازيها".
وجاء في افتتاحية أخرى لصحيفة "جانج" تصدر باللغة الأردية وهي من أكبر صحف باكستان وأكثرها تأييدا للجيش، إن الهجوم كشف عن "ضعف في الإجراءات الأمنية. انه -وبتعبير مهذب جدا- يمكن أن يوصف بأنه إهمال يدعو للقلق."
وذهبت بعض الصحف إلى أبعد من هذا ملمحة إلى أن المهاجمين حصلوا على مساعدة من داخل صفوف الجيش. وقالت صحيفة "دون" الصادرة بالإنجليزية "هل كان لدى مهاجمي طالبان معلومات من داخل القاعدة البحرية.. هذا الاحتمال لا يمكن استبعاده نظرا لأنه ثبت تورط أفراد في الخدمة في العديد من الهجمات السابقة بشكل لا يدعو للشك".