صحافية اعتقلت بسوريا تفضح عمليات التعذيب في "جوانتانامو مصغر"


كشفت الصحافية في قناة الجزيرة "دوروثي بارفاز" إثر وصولها الأربعاء من طهران إلى الدوحة بعد 19 يوما من اختفائها في سوريا، عن عمليات تعذيب شديد و"ضرب وحشي ليلا نهارا" وانتهاكات واختطاف لمواطنين سوريين.
وقالت الصحافية في لقاء مع الجزيرة إن معاملة السوريين "لي لم تكن سيئة ولكن ما يثير قلقلي كيف كان السوريون يعاملون، فقد كانوا يتعرضون لضرب مبرح ليلا ونهارا وكانت هناك شابات خائفات وتم أخذهن من الشارع وجيء بهن وهن لم يدرين لماذا".
وأضافت: "تحدثت إلى شابتين إحداهما تعمل في بيع ملابس وكانت تستخدم هاتفها وفجأة جاء رجال وضعوا قناعا على وجهها وأخذوها إلى السجن وبقيت أربعة أيام ولم يسمح لها بالاتصال بأهلها وكانت خائفة جدا وكانت ترتدي كعبا عاليا ولم تكن من المحتجين بل كانت إنسانة عادية".
وتابعت أن "الشابة الاخرى عمرها 19 عاما وعندما تركتها بلغت فترة اعتقالها عشرة أيام وكانت تبكي وتطلب الاتصال بأهلها ولم يسمح لها بذلك".
وروت بارفاز شهادتها على عمليات تعذيب تمت في المعتقل، وقالت "ما شهدته رجل يتعرض للضرب ويداه مكتفتان خلفه على مدى ثلاثة أيام، وسمعت ما يمكن أن أصفه "ضربا وحشيا" ومن صوته بدا انه من اواخر سني المراهقة وكان يبكي ويغمى عليه ويتعرض للضرب لساعات ولم افهم لماذا".
وأضافت: "لا أدري حقيقة هل كانوا شرطة أو لا، فهم لا يرتدون زيا رسميا ولا يعرفون بأنفسهم والضرب كان وحشيا".
وحول سبب اعتقالها، قالت الصحافية في شبكة الجزيرة: "لقد اكتشفوا أن لدي جواز سفر أمريكيا وجهاز اتصال عبر الأقمار الاصطناعية فأخذوني إلى مركز اعتقال".
وأضافت: "شعروا بأنني جاسوسة وسألوني أسئلة بهذا النحو وكانوا غير سعداء بطريقة تغطية الجزيرة وقالوا إنها تغطية ناقصة، وقلت لهم إذا كانت الاقلية تسبب هذه المشكلات لماذا لا تعطونا الفرصة لنغطي ما يقوم به الاغلبية".
وتابعت: "كانت معاملتهم لي مقارنة بالسوريين جيدة. وضعونا في أماكن سكن مقرفة ووسخة وكانت هناك دماء على الجدران في إحدى الزنزانات، وعندما وصلت لم يقولوا لي هل أنا معتقلة ولماذا اعتقلت في هذا المجمع، ويبدو وكأنه مصغر لجوانتانامو، وكنت أقف في مكان فيه دم، ولم يضربني أحد".
وحول معاملتها لدى وصولها إلى طهران التي اطلقت سراحها الاربعاء، قالت بارفاز "أنا مواطنة ايرانية لذلك بلدي عاملني معاملة مختلفة، لكن احتاجوا للتحقيق معي لان سوريا بعثتني إلى ايران على اساس اني جاسوسة وكان على إيران أن تتأكد من أني لست جاسوسة، وقد اعتنوا بي جيدا ولم أسمع أن احدا يتعرض للضرب، وبعد أسبوعين في هذا الصباح أعادوني للدوحة".
وأعلنت شبكة الجزيرة الاربعاء إطلاق سراح دوروثي بارفاز ووصولها من إيران إلى الدوحة، بعد 19 يوما من اختفائها في سوريا.
وكانت بارفاز (39 عاما) قد غادرت نهاية شهر أبريل الماضي الدوحة لتغطية الأحداث في سوريا ثم فُقد الاتصال بها، وتضاربت الأنباء حول احتجازها في سوريا أو نقلها لإيران التي تحمل جنسيتها.
وأفاد متحدث باسم الجزيرة: "يسعدني أن أخبركم بالافراج عن دوروثي وهي بخير وصحة جيدة"، مشيرا إلى أنها كانت على اتصال مع عائلتها، و"نحن معها الآن لمعرفة المزيد من المعلومات بشأن محنتها خلال 19 يوما الماضية".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 19/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com