مفاوضات لإعادة الإسلامبولى إلى مصر


كشفت "الجماعة الإسلامية" عن مفاوضات تجرى حاليًا مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يمسك بزمام الأمور في مصر بإصدار عفو عن محمد الإسلامبولي وإسقاط أحكام الإعدام عن الشقيق الأكبر لخالد الإسلامبولي، المنفّذ لعملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
يأتي ذلك بعد أن سمحت السلطات المصرية لأولاد محمد الإسلامبولي بالعودة إلى مصر، وذلك بعد غياب استمر لأكثر من 24 عامًا، بعد أتاح سقوط نظام حسني مبارك ذلك، رغم العقبات الكثيرة التي واجهت المساعي لإعادتهم، خاصة وأنهم لا يحملون أية أوراق رسمية مثل بطاقات الهوية ووثائق السفر وشهادات الميلاد.
وألقي القبض على الإسلامبولي عقب اغتيال السادات في أكتوبر 1981 وأفرج عنه في منتصف الثمانينات، وكان له دور بارز في نشر فكر "الجماعة الإسلامية" وتم اعتقاله عدة مرات ثم غادر مصر إلى افغانستان في أواخر الثمانينات.
وحكم عليه بالإعدام غيابيا مرتين من قبل المحكمة العسكرية، في قضية "العائدون من أفغانستان" والحكم الآخر في قضية "العائدون من ألبانيا". وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 غادر أفغانستان واستقر بإيران ومعه وزوجته وأولاده وتوفيت زوجته منذ عام وهي شقيقة الشيخ أسامة حافظ عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية".
وقال الشيخ محمد ياسين أحد قادة "الجماعة الإسلامية" والذي تولى التفاوض مع الجهات المسئولة لإعادة أبناء الإسلامبولي في تصريح لصحيفة "القدس العربي" نشرته الاثنين، ان خالد النجل الاكبر لمحمد الإسلامبولي وزوجته وطفليه وأشقاءه أحمد وسمية وفاطمة غادروا إيران إلى تركيا وذهبوا إلى السفارة المصرية هناك وتم إصدار وثائق سفر لهم جميعا واستقلوا الطائرة من مطار اسطنبول ووصلوا إلى مطار القاهرة وكنا في استقبالهم.
وأكد ياسين أنه لم تكن هناك أية محاولات لإعادتهم لمصر في عهد مبارك، لأننا كنا ندرك أن مساعينا في هذا الشأن ستبوء بالفشل، وبعد سقوط الرئيس السابق سعت "الجماعة الإسلامية" لاعادة أسر أبنائها من خارج مصر.
وأضاف: تمكنا بعد تنحي مبارك مباشرة من إعادة زوجة وابنة أسامة حسن الذي قتل مؤخرا في أفغانستان وكانا متواجدين في منطقة ما بين الحدود الأفغانية والباكستانية وذلك بالتنسيق مع المجلس العسكري.
وأشار القيادي بـ "الجماعة الإسلامية" إلى أنه تم التنسيق مع المجلس العسكري ووزارة الداخلية لتأمين عودة أبناء الإسلامبولي والذين رحبوا بذلك ولم يعترضوا مطلقا على عودتهم.
واكد أن هناك جهودا تبذل الآن من قبل قادة الجماعة لإقناع المجلس العسكري بإصدار عفو عن الإسلامبولي وإسقاط أحكام الإعدام عنه، لأنها صادرة من "محاكم عسكرية بتهم باطلة ملفقة من النظام السابق ولم يتمكن من المثول امام قاضيه الطبيعي والدفاع عن نفسه".
وقال إنه إذا صدر حكم بالعفو عنه سيعود إلى مصر ونحن تقدمنا بطلب إلى المجلس العسكري لإسقاط جميع الأحكام الصادرة من محاكم عسكرية واستثنائية وفي النهاية القرار يرجع الى المجلس العسكري.
ووجه كرم زهدي مؤسس "الجماعة الإسلامية" الشكر إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة على السماح بإعادة أبناء الإسلامبولي إلى مصر.
يشار إلى أن والدة الإسلامبولي حضرت إلى ميدان التحرير رمز الثورة المصرية بقلب القاهرة، رغم حالتها الصحية، حيث كانت تجلس على كرسي متحرك، وتحدثت إلى المعتصمين الذين كانوا يطالبون بالإطاحة بنظام حسني مبارك قبل تنحيه عن الحكم تحت ضعط الاحتجاجات الشعبية في 11 فبراير الماضي.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com