تونس تؤكد رفضها نشر قوات أجنبية بأراضيها لضرب القذافي


أكد رئيس الوزراء التونسي المؤقت "الباجي قائد السبسي" أن حكومته لن تسمح أبدًا بانتشار قوات عسكرية أجنبية في بلاده لشن هجمات على القوات الموالية للعقيد القذافي.
وقال السبسي، في حوار تلفزيوني مع القنوات التلفزيونية التونسية، "الوطنية" و"حنبعل" و"نسمة"، بثته مساء اليوم الأحد: "من منطلق السيادة الوطنية، لن أسمح أبدا طالما أنا رأس الحكومة التونسية بتمركز قوات أجنبية في التراب التونسي تحت أي مسمى".
وأكد السبسي أن بلاده ليست في وارد التفكير في الرد على القذائف الصاروخية والمدفعية الليبية التي ما زالت تتساقط داخل الآراضي التونسية، جراء إستمرار المعارك بين القوات الموالية للقذافي والمعارضة المسلحة في غرب ليبيا غير بعيد عن الحدود التونسية.
ونفى رئيس الوزراء التونسي المؤقت نفيا قاطعا ما ورد على لسان وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي من اتهامات كانت سببا في اندلاع اضطرابات أمنية في كافة أنحاء البلاد مازالت متواصلة لغاية الآن.
وجدد الباجي قائد السبسي التأكيد على أن زيارة قائد هيئة أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار إلى قطر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي "كانت لبحث التعاون و التشغيل فقط ليس إلا"، وذلك في رد واضح على تصريحات سابقة لوزير الداخلية السابق فرحات الراجحي "لم يستبعد فيها أن يكون الجنرال رشيد عمار قد إجتمع خلال تلك الزيارة مع الرئيس المخلوع بن علي"، فيما ذكرت تقارير إعلامية إنه بحث إمكانية نشر قوات قطرية أو بريطانية على الحدود التونسية مع ليبيا.
ونفى السبسي نفيا قاطعا ما ورد في تصريحات الراجحي التي إتهم فيها الباجي قائد السبسي بأنه بحث خلال زيارته للجزائر إمكانية القيام بإنقلاب عسكري، وقائد هيئة أركان الجيوش التونسية بالتحضير لإنقلاب عسكري، ورئيس الحكومة التونسية المؤقتة بالكذب، ورجل الأعمال كمال باللطيف بأنه رئيس حكومة الظل التي تدير شؤون البلاد.
ولم يستبعد الراجحي في شريط فيديو تم بثه مساء الأربعاء الماضي على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن يكون قائد هيئة أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار قد إجتمع مع الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي خلال زيارته للعاصمة القطرية منتصف الشهر الماضي.
ولم يتردد السبسي في وصف الراجحي بأنه "مُصاب بمرض في مخه"، و"شخص غير مسؤول"،وإعتبر أن تصريحاته "قد تكون مدفوعة من قبل لوبيات ليست تابعة للنظام السابق، وإنما لقوى جديدة لا تريد تنظيم الإنتخابات في موعدها".
ورفض رئيس الوزارء التونسي المؤقت تسمية هذه القوى، ولكنه نفى أن تكون حركة "النهضة الإسلامية" منها، كما نفى وجود "حكومة ظل".
وأكد في المقابل، أن حكومته المؤقتة مازلت متمسكة بموعد الرابع والعشرين من يوليو المقبل كموعد لإنتخابات المجلس التأسيسي الوطني،وأن حكومته لن تتدخل في الإستحقاق الإنتخابي المرتقب، ولن تشرف عليه".
ولفت السبسي إلى أن تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي كانت بهدف إدخال البلبلة والفتنة في البلاد،وأن وزارة الدفاع ستقاضيه خاصة وأنه شكك فيها في دور قائد هيئة أركان الجيوش بالإسم.
وأحدثت تصريحات الراجحي التي وُصفت في حينه بأنها "قنبلة سياسية" تلقى في وجه الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي، إحتجاجات وإضطرابات أمنية في عدة مدن تونسية تخللتها أعمال حرق وتخريب لمراكز أمنية ومنشآت عامة.
ودفعت هذه الإحتجاجات والإضطرابات الأمنية التي تواصلت اليوم الأحد ،لليوم الرابع على التوالي السلطات التونسية إلى فرض حظر التجول ليلا بدأ مساء أمس، وذلك في إجراء هو الثاني منذ إندلاع الإحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام بن علي في الرابع عشر من يناير الماضي.
يذكر أن الراجحي الذي عُيّن وزيرا للداخلية التونسية في السابع والعشرين من يناير الماضي، أي بعد أسبوعين من فرار بن علي، أقيل من منصبه في الثامن والعشرين من مارس الماضي، ليُعيّن بعد أسبوع على رأس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
واكتسب الراجحي شهرة كبيرة لدى عامة الناس،ولدى الأحزاب السياسية، خاصة وأنه كان وراء حل الحزب الحاكم سابقا "التجمع الدستوري الديمقراطي"، و"البوليس السياسي".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com