سنة مهجورة بين العامة و العلماء ( 1 )




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذى رفع بهذا الدين وبسنة الهادي الأمين أقوام ووضع أخرين
واصلى واسلم على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى أهل بيته وصحبته ومن اتبع سنته إلى يوم الدين
ثم بعـــــــــد
ليس من العجب أن يضيع العامة سنة ولو مستحبه ولكن العجب من أن يضيع طلبه العلم وخاصة من أهل السنة والجماعة والذي يعتد بهم بأنهم من رؤوس السلفية أن يضيع سنة من سننن الأنبياء والمرسلين تكاد تكون اختفت بين أهل العلم والعلماء وما رأيت أحد متمسك بها فيما أعلم إلا احد مشايخي جزاه الله خيرا وهو الشيخ / عبد المنعم ( أبو ذر القلموني ) ألا وهي سنة إمساك العصا .

سبب كتابتي لهذا الموضوع:
يقول قائل بأن هذا الموضوع لا يستحق أن نكتب فيه لإنه ليس بالمكانه أو الصداره في الوقت الحالى وهناك من المواضيع ما هو أهم ولكن أقول بأن الصغيره في حق الصفوه والخاصة كبيره وإن لم يكن أهل العلم والمشايخ الكرام هم الذين يحيون السنن التي ماتت بين الناس من الذي يحيها. ولقد عجبت عندما سافرت هذا الصيف إلى مصر الحبيبه وأنا أتنقل بين الناس وفي يدي عصا والذي لا يعرفني ينظر إلى نظر المستغرب مما أحمله في يدي والذي يعرفني من أول وهله يسألني سلامتك أبك إصابة من مرض ولا تستطيع المشي فأشرح له بالإدلة بأنها من سنن النبوه.
وأيضا من باب إحياء هذه السنة

وإليك إدلتها وفوائدها .
دليل إمساكها من القرآن الكريم
قال تعالى ولا يزال قائلا سبحانه (( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَاموسى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى )) طه

وقال تعالى (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ )) سبأ

الدليل من السنة النبوية
ولها مدخل في مواضع من الشريعة
منها أنها تتخذ قبلة في الصحراء ; وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام له عنزة تركز له فيصلي إليها , وكان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها ; وذلك ثابت في الصحيح . والحربة والعنزة والنيزك والآلة اسم لمسمى واحد . وكان له محجن وهو عصا معوجة الطرف يشير به إلى الحجر إذا لم يستطع أن يقبله ; ثابت في الصحيح أيضا . وفي الموطأ عن السائب بن يزيد أنه قال : أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة , وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام , وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر . وفي الصحيحين : أنه عليه الصلاة والسلام كان له مخصرة . والإجماع منعقد على أن الخطيب يخطب متوكئا على سيف أو عصا , فالعصا مأخوذة من أصل كريم , ومعدن شريف ، ولا ينكرها إلا جاهل . ومنه قوله عليه السلام ( وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ) في إحدى الروايات . وقد روي عنه عليه السلام أنه قال لرجل أوصاه : ( لا ترفع عصاك عن أهلك أخفهم في الله ) رواه عبادة بن الصامت ; خرجه النسائي . ومن هذا المعني قوله صلى الله عليه وسلم : ( علق سوطك حيث يراه أهلك )
وقد جمع الله لموسى في عصاه من البراهين العظام , والآيات الجسام , ما آمن به السحرة المعاندون . واتخذها سليمان لخطبته وموعظته وطول صلاته . وكان ابن مسعود صاحب عصا النبي صلى الله عليه وسلم وعنزته ; وكان يخطب بالقضيب - وكفى بذلك فضلا على شرف حال العصا - وعلى ذلك الخلفاء وكبراء الخطباء , وعادة العرب العرباء , الفصحاء اللسن البلغاء أخذ المخصرة والعصا والاعتماد عليها عند الكلام , وفي المحافل والخطب .

من فوائدهـــــا
تعرض قوم لتعديد منافع العصا منهم ابن عباس , قال : إذا انتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا , وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني , وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها , وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة , وأقاتل بها السباع عن الغنم . وروي عنه ميمون بن مهران قال : إمساك العصا سنة للأنبياء , وعلامة للمؤمن . وقال الحسن البصري : فيها ست خصال ; سنة للأنبياء , وزينة الصلحاء , وسلاح على الأعداء , وعون للضعفاء , وغم المنافقين , وزيادة في الطاعات . ويقال : إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان , ويخشع منه المنافق والفاجر , وتكون قبلته إذا صلى , وقوة إذا أعيا . ولقي الحجاج أعرابيا فقال : من أين أقبلت يا أعرابي ؟ قال : من البادية . قال : وما في يدك ؟ قال : عصاي أركزها لصلاتي , وأعدها لعداتي , وأسوق بها دابتي , وأقوى بها على سفري , وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي , وأثب بها النهر , وتؤمنني من العثر , وألقي عليها كسائي فيقيني الحر , ويدفئني من القر , وتدني إلي ما بعد مني , وهي محمل سفرتي , وعلاقة إداوتي , أعصي بها عند الضراب , وأقرع بها الأبواب , وأتقي بها عقور الكلاب ; وتنوب عن الرمح في الطعان ; وعن السيف عند منازلة الأقران ; ورثتها عن أبي , وأورثها بعدي ابني , وأهش بها على غنمي , ولي فيها مآرب أخرى , كثيرة لا تحصى .

ومن فوائدها
التنبيه على الانتقال من هذه الدار كما قيل لبعض الزهاد : ما لك تمشي على عصا ولست بكبير ولا مريض ؟ قال إني أعلم أني مسافر ، وأنها دار قلعة ، وأن العصا من آلة السفر، فأخذه بعض الشعراء فقال : حملت العصا لا الضعف أوجب حملها علي ولا أني تحنيت من كبر ش ولكنني ألزمت نفسي حملها ، و لأعلمها أن المقيم على سفر .
فهل أتعظ الخاصة من أهل العلم والعامة من الناس بإحياء هذه السنة وحملها
. ونسأل الله أن يجعلنا ممن يجددون لهذه الأمة دينها
بإحياء سنة نبيها صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين .


كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 24/11/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com