أيتها الزوجه..اذهبي لحبيبك كلما..!



الصبر عندها وصل حده


صارت تحدثني عن معاناتها التي استمرت سنوات طويلة من زواجها ،


وكيف أنها تلوذ بالصبر على كل ما كانت تلقاه من زوجها الذي قالت أنه يدقق ويتابع كل شيء ،


ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة ، فهو لا يتغاضى ، ولا يتسامح ، ولا يلين .


ذكرت أنها كثيرا ما كانت تشعر برغبة في ترك كل شيء ،


البيت والأولاد والزوج ،


ولكن إلى أين ؟ لم تكن تدري !


كل ما كان يملأ نفسها شعور بأنها ما عادت قادرة على الصبر ،


وأن الأعباء ما عادت محتملة لديها ، وأن ذلك فوق طاقتها واحتمالها


سألتها أن تحادثني عن زوجها غير ما ذكرته عنه من تدقيق وتفتيش ومتابعة وعدم مسامحة ؛


فقالت إنه قاس ، لسانه حاد ،


لا أسمع منه ثناء عليَّ، أو على طبخي ، أو على تربية أبنائي ،


لا أسمع منه كلمة حب أو عطف أو حنان ،


لقد تعبت، تعبت، تعبت .


لا أعني تعب الجسد فهذا أحتمله وأصبر عليه ؛


إنما أعني تعب النفس ، تعب الأعصاب ، تعب الوجدان .


قلت لها هل جربت أن تكلمي أحدا من أهلك أو من أهله ليراجعوه في ذلك وينصحوه،


قالت فاتحت والدي فنفى كل شيء ،


وقال إنه غير مقصر نحو بيته، ويوفر لنا كل ما نحتاجه .


هل رأيت ؟


إنه ينظر إلى الجوانب المادية وأنا أريد الجوانب النفسية والعاطفية والروحية .


قلت لها هل تريدين نصيحتي ؟


قالت لهذا فاتحتك بالأمر .


قلت : أعلم أن نصيحتي قد لا تلقى قبولا كبيرا في نفسك ،


لكني أرى العمل بها هو الأجدى والأربح .


قالت : تفضلي


قلت : لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبرك واحتسابك لقلت : أهذا كله لي ؟


لو رأيت مقعدك في الجنة جزاء احتمالك ما تلقينه من عنت زوجك وشدته وقسوته وجفافه


ثم سئلت : ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين ..


ولكننا سننقص من أجرك ..


وننزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة ..


لربما قلت : لا .. أصبر على زوجي فأبقوا على منزلتي هذه في الجنة .


هنا سمعت صوت بكاءها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام فقلت لها :


أيهما تفضلين ؟


أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتك في الجنة ستكون أدنى ..


أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة ؟


صمتت ولم تجب ومازالت تبكي ....


قلت لها : لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجك كما تريدين ،


وأن تبقى منزلتك في الجنة ؛ أي أن تظفري بالأمرين معا .


واصلت حديثي : هذا ما تتمناه كل زوجة . نعم .


ولكن الله أقسم على أن يبلونا في هذه الحياة الدنيا ،


وفي الوقت نفسه بشرنا إذا صبرنا على هذا البلاء .


قال عز وجل {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ


وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
البقرة155
عدت إلى سؤالها من جديد : ماذا اخترت يا أختاه ؟


قالت : لقد اخترت مواصلة الصبر .


ولكني أرجوك أن ترشديني إلى ما يعينني على ذلك .


قلت لها : بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك .


أما ما يعينك على ذلك فهو التالي :


كلما سمعت من زوجك ما آلمك وأحزنك ،


وكلما وجدت إعراضا وصدودا ، وكلما ضلقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته ..


اذهبي إلى
.


.


.


حبيبك


؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


.


.


.


نعم حبيبك واشكي زوجك إليه !


قاطعتني مستنكرة : وأنا مالي حبيب ؟


قلت لها بلى لا تتعجلي !


أليس الله حبيبك ؟ ألا تحبين الله تعالى ؟


قالت : بلى أحبه .


قلت إذن الجئي إليه سبحانه ، وناجيه جل شأنه بمثل هذه الكلمات :


" اللهم إني أحبك . وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك ، وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني . اللهم فألهمني حسن الصبر عليه ، وامنحني طاقة أكبر على احتماله ، وأعني على مقابلة إساءته بالإحسان ، اللهم ولا تحرمني الأجر على هذا الصبر ، وأجزل لي ثوابك عليه ، وابن لي عندك بيتا في الجنة


كاتب المقالة : منقول
تاريخ النشر : 06/05/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com