أعرب الثوار الليبيون السبت عن رفضهم عرض العقيد معمر القذافي وقف إطلاق النار والتفاوض إذا أوقف حلف شمال الاطلسي هجماته التي يشنها منذ 18 مارس الماضي على أهداف تابعة للنظام الليبي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973 لحماية المدنيين.
وأعلن عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم "المجلس الوطني الانتقالي" في بيان، أن نظام القذافي فقد مصداقيته، وأشار إلى أنه عرض مرارا وقف إطلاق النار ليواصل فقط انتهاك حقوق الإنسان، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
وشدد على أن وقت التسوية انتهى وأن الشعب الليبي لا يمكنه تصور أو قبول مستقبل لليبيا يلعب فيه نظام القذافي أي دور. واتهم المتحدث القذافي بأنها يلعب ألعابا قذرة وأن المعارضة لن تصدقه ولن تثق فيه.
وكان القذافي عرض في خطاب بثه التلفزيون الليبي إصدار أوامر بوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات شريطة ان يوقف حلف شمال الأطلسي ضرباته الجوية لكنه رفض التخلي عن السلطة مثلما تطالب المعارضة والقوى الغربية.
وقال القذافي "ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار وأعلنت موقفها اكثر من مرة ومستعدة في هذه اللحظة لوقف إطلاق النار من طرفها ولكن لا يمكن غقف إطلاق النار من جانب واحد. "نتحداكم أن يلتزم الارهابيون بوقف إطلاق النار"، على حد قوله.
وفي تناقض ملحوظ مع كلماته السابقة والتي وصف فيها المعارضون بأنهم "جرذان" ووعد بتعقبهم في كل دار حث القذافي المعارضين على إلقاء سلاحهم وقال إنه يجب الا يقاتل الليبيون بعضهم. وتابع: "بالنسبة لنا نحن الليبيين لا نقاتل بعض نحن عائلة واحدة"، وأنحى باللائمة على مرتزقة وأجانب.
وفي عرض مماثل يشير على ما يبدو إلى محاولة نظام القذافي الخلاص من الطوق المفروض عليه، أعلن قيادي في "الحزب الاشتراكي" بإيطاليا السبت، أنه تلقى اتصالاً من البغدادي المحمودي، رئيس الوزراء في نظام العقيد معمر القذافي يعرب فيه عن الرغبة في إجراء "مفاوضات سياسية" بغية تجاوز الأزمة الراهنة.
وقال بوبو كراكسي وهو نجل الزعيم الراحل للحزب الاشتراكي بتينو كراكسي، إنه أحاط وزير الخارجية فرانكو فراتيني بمحتوى المكالمة التي جرت في وقت متأخر من مساء الجمعة، وعبر البغدادي من خلالها عن رغبة حكومة نظام العقيد الليبي "إتباع كافة المسارات المحتملة للحوار، خلال الساعات القادمة حتى من خلال الاتحاد الأفريقي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية للصراع الدائر والتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، حسبما أوردت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء نقلاً عن السياسي الإيطالي.