أبدى الزعيم الليبي معمر القذافي استعداده لوقف إطلاق النار، وإجراء مفاوضات، بشرط أن يوقف حلف شمال الأطلسي "الناتو" غاراته التي يشنها منذ الشهر الماضي على أهداف تابعة للنظام الليبي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973 لحماية المدنيين.
وأضاف القذافي في كلمة على الهواء بثها التلفزيون الليبي في الساعات الأولى من صباح السبت واستمرت 80 دقيقة إنه لا ينوى التنحي أو مغادرة البلاد وأن بإمكان الليبيين حل خلافاتهم إذا توقفت غارات حلف الأطلسي.
وتابع: "ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار وأعلنت موقفها أكثر من مرة ومستعدة في هذه اللحظة لوقف إطلاق النار من طرفها ولكن لا يمكن وقف إطلاق النار من جانب واحد. "نتحداكم أن يلتزم الإرهابيون بوقف إطلاق النار"، في إشارة إلى الثوار الذين يصفهم بأنهم "عصابات مسلحة تنتمي لتنظيم "القاعدة".
واستدرك القذافي قائلاً: "نحن أول من وافق على وقف إطلاق النار ولكن هل وقف الهجوم الجوي الصليبي.. لم يتوقف". ولا يوجد ما يشير إلى وقف إطلاق النار من جانب قوات القذافي خاضة في مصراتة المدينة الساحلية الخاضعة للحصار منذ شهرين، رغم إعلان الحكومة الليبية تعليق العمليات في المدينة مساء السبت الماضي.
وتقاتل جماعات المعارضة ذات التسليح والتدريب الضعيفين منذ منتصف فبراير لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عامًا. وتقول قوات حلف شمال الأطلسي، إن قرار الأمم المتحدة يسمح لها بمهاجمة المواقع الحكومية لحماية المدنيين ولكن هذا الدعم لم يؤد إلى السقوط السريع للقذافي مثلما توقع البعض.
واعتبر القذافي أن غارات حلف شمال الأطلسي والدوريات البحرية تجاوزت تفويض الأمم المتحدة وحث روسيا والصين والدول الإفريقية واللاتينية الصديقة على حث مجلس الأمن الدولي على تبني نظرة جديدة في القرار. وأضاف إن الغارات والعقوبات تؤثر على المدنيين وتدمر البنية الأساسية للبلاد.
وفي تناقض ملحوظ مع كلماته السابقة والتي وصف فيها المعارضون بأنهم "جرذان" ووعد بتعقبهم في كل دار حث القذافي المعارضين على إلقاء سلاحهم وقال إنه يجب الا يقاتل الليبيون بعضهم. وتابع: "بالنسبة لنا نحن الليبيين لا نقاتل بعض نحن عائلة واحدة"، وأنحى باللائمة على مرتزقة وأجانب.
ونفى القذافي شن هجمات شاملة على المدنيين وتحدى حلف شمال الاطلسي أن يجد له الألف شخص الذين قتلوا في الحرب. وقال إن ليبيا لم تهاجمهم ولم تعبر البحر فلماذا يهاجمونها. وأضاف "تعالوا نتفاوض إحنا وإياكم أنتم معتدين المشكلة ثنائية بيننا وبينكم لماذا اعتديتم علينا..".
لكنه قال اذا لم تكن دول حلف الأطلسي مهتمة بالمحادثات فلإن الشعب الليبي لن يستسلم ومستعد للموت وهو يقاوم ما وصفه بالهجمات"الارهابية"، وحذر حلف "الناتو" من ان قواته ستموت إذا غزا ليبيا برا. وقال "إما حرية أو مجد أو شهادة. لا استسلام".
وأشار إلى أن لا أحد يملك الحق في إجباره على الرحيل، "بلادي ما نتركها وبندقيتي في يدي للدفاع عن بلادي.. بلادي ما حد يجبرني على تركها".
وأعلن التلفزيون الرسمي الليبي أن طائرات حلف شمال الأطلسي قصفت موقعا في العاصمة الليبية طرابلس مجاور لمبنى التلفزيون أثناء القاء القذافي كلمته. وقال إنه بعد انتهاء القذافي من كلمته "تم قصف مبنى مجاور لإذاعة الجماهيرية أثناء بث كلمة قائد الثورة على (القناة الليبية) مباشرة وهذا يدل على نية مبيتة لاستهداف شخص قائد الثورة.