اريد فتوى بقاسم اليمين بالزنى


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً :
إعلم بأنَّ الله عز وجل غفور رحيم كريم يحب التوابين ويحب المتطهرين ويفرح بتوبة العبد ويبسط يده سبحانه وتعالى بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل .
قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران:133
قال تعالى: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) المائدة: 39
وقال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور: 31
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) التحريم:8
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) البقرة:222
وقال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) النساء:17 18.
وقال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طـه:82
ويقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
( أذنب عبدا ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفرة لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد فأذنب ذنبا فقال اى ربى أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد عبدي فأذنب ذنبا فقال يارب أذنبت ذنبا فقال الله عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلى )

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال‏:‏ أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته‏) رواه البخاري
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏( يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرَّة‏ )‏‏.‏ أخرجه البخاري
وقال صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏:‏ ‏(‏ إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر‏)‏ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ‏: ‏‏(‏ إن الله يحب المؤمن المُفتّن التواب‏) . رواه أحد في مسنده
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: ( من تاب قبل أن تطلع الشمس مِنْ مغربها تاب اللَّه عليه ). رواه مسلم
وعليه فالحاصل أن من تاب إلى الله توبة نصوحاً من جميع ذنوبه ثم أتى بشروط التوبة النصوح ونحوه، فالذي يرجى له من الله جل وعلا هو أن يقبل أوبته ويغفر زلته ويلحقه بالأفاضل المطهرين.
وشروط التوبة النصوح عن الذنب الذي بين العبد والرب ثلاث:
1ـ الإقلاع عن الذنب: فيترك التائب الذنب الذي أراد التوبة منه باختياره، سواء كان هذا الذنب من الكبائر أم من الصغائر.

2ـ الندم على الذنب: بمعنى أن يندم التائب على فعلته التي كان وقع فيها ويشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها.
3ـ العزم على عدم العودة إلى الذنب: وهو شرط مرتبط بنية التائب، وهو بمثابة عهد يقطعه على نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب.
أما إذا كان الذنب بين العبد والعبد فهذه الشروط الثلاثة ويضاف إليها شرط رابع وهو
4ـ التحلل من حقوق العباد: فلابد أن يعيد الحق لأصحابه، أو يطلب منهم المسامحة

ثانيا:
أما بالنسبة لِفعلتك الثانية مع هذه المرأة من مداعبات وغيره فهذ ذنب أخر يجب أنَّ تتوب منه بالشروط السابقة وليس بزنا ويالعياذُ بالله كالفعل الأول فالزنا يشترط فيه الإيلاج حتى إن لم يتم الإنزال. وبهذا يكون يمينك منعقد ولم يحل أو ينقض.
قال تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) الأنسان: 7
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه ) رواه البخاري
ثالثا:
أما قولك بأن هذا الفعل يفسد الزواج فهذا الذنب ليس له علاقة أو أثار على صفة العقد الشرعي بينك وبين زوجتك ولكن إياك أن تفضح أمرك مع زوجتك بعدما سترك الله عز وجل حتى لا تفسد العلاقة بينك وبينها.
رابعا:
أما العمل فهو لا فِرار من أنك تتوب توبة نصوح بالشروط السابقة وتُبعد نفسك عن مواطن الضعف والشهوات والشبهات من اختلاط وغيره حتى لا تقع في المحذور مرة أخرى وتكثر من فعل الخير وعمل الصالحات من صيام وقيام وصدقة وحج وعمرة وذكر لله ولا تترك باب خير إلا أن تطرقه ويعنيك على هذا الصُحبة الصالحة والخلوه مع الله
قال تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود: 114 .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وقال صلى الله عليه وسلم : (‏ ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات‏؟‏ قالوا بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏إسباغ الوضوء على المكاره،

وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط‏
) رواه مسلم

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك وأن يتقبلنا وإياك في الصالحين
هذا والله أعلم
وصلي وسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/04/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com