مؤتمر حكومي يثير غضب المسلمين في ألمانيا


أعلن مجلس المسلمين الأعلى في ألمانيا، أن جميع المنظمات الإسلامية الناشطة تحت مظلته لن تشارك في الدورة السادسة لـ "مؤتمر الاسلام" الذي تعتزم وزارة الداخلية الألمانية والذي بدأت أعماله الثلاثاء في العاصمة برلين.
وانتقد رئيس المجلس أيمن مزيك في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) المؤتمر بسبب طبيعته الأمنية، وتساءل عن جدوى المشاركة في مؤتمر "يتحول تدريجيا من مؤتمر عن الإسلام والمهاجرين المسلمين في ألمانيا إلى مؤتمر أمني".
وقال إن المخاوف التي اعترت قبل ستة أعوام المنظمات الاسلامية من تحول هذا المؤتمر "إلى منتدى أمني وناد للنقاش تحققت بالفعل".
وكان وزير الداخلية الألماني الجديد هانس-بيتر فريدريش افتتح الثلاثاء الدورة السادسة للمؤتمر الذي أبصر النور عام 2006 بمبادرة من وزير الداخلية الألماني الأسبق فولفجانج شويبله مستهلا أعمال المؤتمر عبر طرح اقتراحات أثارت جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والأكاديمية بتأسيس ما أسماه بـ "الشراكة الامنية" مع المنظمات الإسلامية.
وعزا مزيك عدم مشاركة مجلسه والمنظمات المنتمية اليه في المؤتمر إلى أن المؤتمر "ما زال يراوح مكانه للعام السادس على التوالي".
وأضاف إنه لا يرى أية أسباب مقنعة في مواصلة المشاركة لاسيما وأن أهم القرارات بخصوص المهاجرين المسلمين ومنظماتهم لا تتخذ في برلين بل في برلمان كل ولاية المانية على حدة.
وقال إن اقتراحات وزير الداخلية الرامية إلى تحويل المؤتمر الى "مؤتمر أمني" تشير بوضوح إلى خلط بين الإسلام و"التطرف الإسلامي"، موضحا وأكد ان الغالبية العظمى من المهاجرين المسلمين في المانيا تنبذ العنف وتعيش وفقا للقانون الأساسي الألماني.
وتساءل عن أسباب مناقشة المؤتمرين مسائل أمنية، قائلا إن ألمانيا لا ينقصها دوائر أمنية تعني بالمسائل الأمنية. ووصف تصريحات وزير الداخلية التي أطلقها فور تسلمه منصبه في بداية مارس الجاري والتي قال فيها إن "الدين الإسلامي لا يعتبر من الناحية التاريخية جزء من المانيا" بالقول إن هذه التصريحات "تجسد تجاهل الوزير لأكثر من أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا".
وتابع مزيك ان مجلس المسلمين الاعلى سيواصل رغم عدم المشاركة العمل مع برلمانات الولايات الالمانية المختلفة، وناشد حكومة برلين تقديم الدعم اللازم للسلطات المعنية في الولايات الألمانية لاسيما من الناحية المالية ومن ناحية تقديم الدعم اللوجيستي للمدارس والمرافق التعليمية الاسلامية.
وعن توقعاته بشأن مستقبل المؤتمر، قال مجلس المسلمين الأعلى في ألمانيا إن استمرار هذا المؤتمر بالطريقة التي يسير عليها في الوقت الحاضر يشير الى انه "محكوم عليه بالفشل".
وعن موقف الرئيس الألماني كريستيان فولف الإيجابي من النقاش الدائم حول الإسلام والمسلمين في المانيا، قال مزيك إن موقف واقعي، في إشارة منه إلى تعاطف الرئيس فولف مع المهاجرين المسلمين والذي توجه في الثالث من أكتوبر بالقول إن الدين الإسلامي يعتبر جزءا من المانيا، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات ضده ولاسيما في الاوساط السياسية الألمانية المحافظة.
وأضاف إن المجلس سيقدم الدعم اللازم للرئيس الألماني من خلال مواصلة طريق اندماج المهاجرين المسلمين بشكل صحيح في المجتمع الالماني.
يذكر ان الانتقادات التي وجهت يوم الثلاثاء الى اقتراحات وزير الداخلية الألمانية لم تقتصر على ممثلي المهاجرين المسلمين فحسب بل امتدت إلى أحزاب ألمانية كبيرة مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض.
فقد طالب خبير شئون الاندماج في الكتلة النيابية للحزب أيدين أوزوجوز في تصريحات للصحيفة الألمانية "هامبورجر ابنتبلات" المنظمات الإسلامية بعدم المشاركة في المؤتمر حتى تتسلم قيادة جديدة رئاسة المؤتمر.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com