تتصاعد اليوم المخاوف من وقوع مواجهات دامية في العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات أخري بين المؤيدين للرئيس علي عبد االله صالح والمحتجين المطالبين برحيله.
وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها سوف تسحب معظم العاملين في سفارتها باليمن بسبب المخاوف من تصاعد العنف خلال المظاهرات المقررة اليوم.كما حثت المواطنين البريطانيين الآخرين علي مغادرة اليمن.
وكانت الدعوات قد تزايدت أمس الي تنظيم مظاهرات مليونية مؤيدة للنظام الحاكم وأخري معارضة عقب صلاة الجمعة اليوم بالمدن والساحات الرئيسية بالمحافظات اليمنية, وفي سياق الفعاليات المؤيدة للنظام, بدأ توافد المئات من المواطنين اليمنيين من المحافظات المجاورة للعاصمة علي ميدان التحرير للانضمام إلي المعتصمين المؤيدين للنظام الذين سينظمون مسيرة مليونية تحت اسم( جمعة التسامح) ويسعي المؤيدون للنظام إلي التجمع في المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري بالعاصمة, وذلك علي ما يبدو في محاولة لإثناء المتظاهرين المعارضين عن اعتزامهم التوجه إلي القصر الجمهوري أيضا.وفي المقابل, ينظم المعتصمون في ساحات التغيير والحرية بالعاصمة وعدد من المحافظات مظاهرات احتجاجية تطالب بإسقاط النظام ورحيل صالح, ويسعي المتظاهرون إلي تكوين مظاهرة مليونية عقب صلاة الجمعة, تحت اسم جمعة الزحف.
وفي هذه الأثناء ذكر مراسل( الأهرام) في صنعاء أن الشباب المعتصمين في ساحة ميدان التغيير قرروا تأجيل الزحف نحو القصر الرئاسي اليوم حسبما دعت قيادة المعارضة, وذلك لإفساح المجال أمام جهود الوساطة المحلية بإقناع الرئيس بالرحيل سلميا وتفاديا لمواجهات دامية. وأضاف أن مصادر في المعارضة اليمنية أوضحت أن المعتصمين قرروا إعطاء مهلة أسبوع فقط تبدأ من اليوم للرئيس صالح لإعلان تنحيه عن السلطة, في الوقت الذي يواصل فيه وسطاء محليون وزعماء من القبائل جهود التفاوض بين الرئيس ومعارضيه للتوصل إلي تسوية سياسية للأزمة تجنب البلاد الدخول في آتون حرب أهلية وتضمن تسليما سلسا للسلطة.
وكانت جماعات المعارضة قد رفضت عرض الرئيس إجراء انتخابات مبكرة وقالت إنها ستواصل تنظيم احتجاجات مناهضة لحكمه ولقانون الطوارئ الذي فرض في البلاد.
وقال عضو البرلمان عن المعارضة فؤاد دحابة لوكالة الأنباء الألمانية إن شباب المتظاهرين لن يقبلوا بديلا عن رحيل الرئيس صالح.وأضاف أن الشارع اليمني رفض أي اقتراح من الرئيس.
وفي غضون ذلك, يأتي هذا في الوقت الذي اشتبك فيه أمس أفراد من الحرس الرئاسي الموالي للرئيس اليمني مع وحدات من الجيش تدعم جماعات المعارضة والمحتجين المطالبين برحيله في بلدة المكلا الواقعة في محافظة حضرموت بشرق اليمن.
وقال مصدر حكومي إن ضابطا برتبة عقيد أصيب لكن لم يتضح إلي أي الفئتين ينتمي.
واعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي ان الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها اليمن هذه الأيام إنما هو شأن داخلي معبرة عن احترامها لإرادة الشعب اليمني في إشارة ضمنية إلي عدم رفضها للتغيير في اليمن وإزاحة صالح عن الحكم.
وأكدت منظمة حقوق الإنسان( هيومان رايتس ووتش) أن إقرار إعلان قانون الطوارئ باليمن من قبل مجلس النواب اليمني ليس مبررا لاستخدام القوة, وأن العالم يراقب احترام النظام في اليمن للحقوق الأساسية المكفولة للمواطنين.
وطالبت السلطات اليمنية بالرجوع عن قرارها بإغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية.