ماهو الفرق بين الوسطية والإتزان ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا: معنى الوسطية
الوَسَط اسمٌ لما بيْن طَرَفَي الشَّيء.وقد يُطْلَقُ على ما لَه طرَفانِ مَذْمُومانِ كالجُودِ بيْن البُخْل والسَّرَف.
وقد يُطْلَقُ على ما لَه طَرفٌ محمودٌ وآخرُ مَذْموم كالجَوْدَة والرَّداءةِ، تقول في الشَّيء: هذا وسَطٌ بيْن الحَسنِ والرَّديء.
فالوَسَطُ الخِيَّار، فوَسَطُ الوادِي خَيْرُ مكانِ فيه، ويُقَالُ فُلانُ وسَطٌ في قوْمِه، إذا كان أوْسَطَهم نسَباً وأرْفَعهم مَجْد
والمقصود بالتوسُّط أَنْ يتحرَّى المُسْلِمُ الاعتدالَ ويبْتَعِدَ عن التطرُّف في الأقْوالِ والأفْعال بحيثُ لا يَغْلُو ولا يقصِّر، ولا يُفرْط ولا يُفرِّط
فإِنَّ الإفْرَاطَ والتَّفريطَ مذمُومانِ وقد نهىَ اللهُ عنهما وذمَّ أهلَهما، فقال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْ ﴾هـود:112
والوسطيَّةَ من خَصائصِ هذه الأُمَّة وهي سببُ خَيْريَّتِها، ولا تزالُ الأُمَّةُ بخَيْرِ ما حافَظَتْ على هذه الخَاصيَّةِ التي تتميَّزُ بها خاصية الوسطيَّةِ التي تُمثِّلُ الاعتدالَ والاستقامةَ على صِراطِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فإِذا خرَجتْ عن الوسَطِ إلى أحَدِ جانِبَيْه ففرّطَتْ أو أَفْرَطَتْ فقد هلَكت، فإِنَّ التَّطرُّف مَهْلَكة، التَّطرُّف لا يخْتَصُّ بالغُلُوِّ والإفْراط، وإٍنَّما الغُلُّوُ والإفْرَاطُ تطرُّف، والتَّقْصِيرُ والتَّفرِيطُ تَطرُّفٌ أيضاً، وكِلاَهُما مَهْلَكَةٌ للفَرْدِ والمُجْتَمع. فالَّذِي يُفَرّط في حِقِّ اللهِ ويُقْصِّرُ في القِيَام به مُتَطَّرِّف .
قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ﴾ [ البقرة:143] .
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ( هَاتِ الْقُطْ لِي ) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: ( أَمْثَالِ هَؤُلاَءِ وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ).
فالوسَطِيَّةُ : تعني اتِّباعَ الصِّراطِ المُسْتَقيم والثَّباتَ عليه والحَذَرَ من المَيْلِ إلى أَحَدِ جانِبَيْه، ولقد ضربَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لذلكَ مثلاً محسُوساً:
فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ فَخَطَّ خَطًّا وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الأَوْسَطِ فَقَالَ:( هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ) ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآَيَةَ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) الأنعام153
ثانيا : الإتزان
وهذه حسب موضوعها وإستعمالها ولها أنواع
1ـ الإتزان في الحياة ومعناها ( النجاح ) وهذا يخص جميع سلوكيات الفرد والتي تتكون من خمس مقومات:
الحياة الشخصية.
الحياة الصحية.
الحياة المادية.
الحياة العملية.
الحياة الروحانية.
ومجموع هذه الأنواع من الحياة يكون ناتجها = السعادة
2ـ ومنها الإتزان الإنفعالي بالنسبة للحالات النفسية
3ـ والإتزان في الأحمال بالنسبة للأوزان
4ـ والإتزان الكيميائي ومعادلة الإتزان
5ـ والإتزان المعماري والنشأت الخرسانية
هذا والله أعلم


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 24/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com