عبر الأزهر عن رفضه لما أسماه بـ "الاستعمار الغربي لليبيا"، مع تواصل الغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لليوم الرابع على التوالي، بموجب قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية وشن ضربات ضد أهداف لنظام العقيد معمر القذافي.
وأكد الأزهر في بيان تناقلته صحف مصرية الأربعاء، أنه سبق أن "أدان الأنظمة الاستبدادية القمعية التى تسلطت على الشعوب العربية المظلومة والمقهورة، وطالب الحكام والرؤساء أن يوازنوا بين تركهم لمناصبهم وبين الدماء التى تسيل أنهارًا نتيجة للتمسك بالبقاء فى مناصبهم، وطالبهم بأن يتركوا أماكنهم كأقل واجب يرد إلى شعوبهم التى تَحمَّلَتهم وصبرت عليهم طويلا"ً.
وأنحى البيان باللائمة على الأنظمة الحاكمة التي كانت سببًا في حدوث التدخلات الغربية، كما حصل أخيرًا في ليبيا حيث قمع نظام معمر القذفي الثورة الشعبية التي انطلقت في 17 فبراير الماضي، وسط تقديرات بسقوط 6 آلاف قتيل بنيران القوات الموالية للزعيم الليبي، من بينهم نساء وأطفال.
واستدرك البيان "والآن يدين الأزهر الشريف سلبية العالم العربى والإسلامى بمنظماته ومؤسساته ونُظُمه التى تقاعست عن واجبها فى حل مشكلاتنا الداخلية السياسية والاقتصادية وغيرها، وهيأت الأجواء لتدخلات عسكرية أجنبية، كنا نظن أن عهدها قد ولى إلى غير رجعة، وسوف لا ينسى التاريخ أننا كشعوب عربية حكامًا ومحكومين قد فقدنا الاتجاه الصحيح فى مواجهة قضايانا ومشاكلنا المصيرية.
وقال البيان إن "الأزهر إذ يساند المطالب المشروعة لثورة الشعب الليبى الشقيق، يحذر ويرفض الاستعمار الأمريكي والأوروبي للأراضي الليبية العربية وتقسيمها وتدمير ثرواتها الطبيعية والبشرية، وفيما حدث فى العراق بالأمس القريب عبرة لمن يعتبر".
وتشارك عدة دول في حلف الأطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في العمليات في ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن لفرض منطقة حظر جوي، وجاء هذا الأمر بضوء أخضر من جامعة الدول العربية، كما رحب الثوار الليبيون بتلك الهجمات التي تستهدف بعض الأهداف التابعة للقذافي لكنهم رفضوا بشكل قاطع أي تدخل بري في ليبيا.