أدت الاشتباكات بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب بلدة أجدابيا شرقي ليبيا إلى سقوط 30 قتيلاً على الأقل بينهم نساء وأطفال ومسنون، كما أوردت تقارير إخبارية.
ونقلت فضائية "العربية" الخميس التلفزيون عن شاهد من مدينة أجدابيا يدعى عبد الباري زوي قوله "أنا قبل قليل كنت في المستشفى. هناك ما يقارب 30 شهيدا.. أطفال ونساء وشيوخ مدنيون وليسوا من الثوار".
يأتي ذلك في ظل الأنباء الواردة عن احتدام المواجهات في المدينة الواقعة على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب من بنغازي.
وقال عصام عبد الستار (34 عاما) الذي فر من أجدابيا لدعى وصلوا الى بلدة السلوم على الحدود المصرية لوكالة "رويترز": "غادرت أجدابيا الليلة الماضية بعد أن رأيت طائرات تقصف المدينة. أصبت بالذعر".
وكان سكان من أجدابيا قالوا في وقت سابق، إن المعارضة المسلحة نجحت في استعادة السيطرة على وسط البلدة مساء الأربعاء في حين أن القوات الموالية للقذافي ظلت أغلبها على مشارفها الشرقية.
وسيطرت القوات الحكومية على أجدابيا المطلة على خليج سرت يوم الثلاثاء بعد أن تقهقر أغلب قوات المعارضة إثر وابل من المدفعية الثقيلة. وفي وقت سابق الأربعاء قال جنود حكوميون منهكون عائدون من خطوط الجبهة للصحفيين إنهم يجدون مقاومة متجددة من مواقع المعارضة المسلحة قرب المدينة.
وقال مصطفى غرياني وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي لـ "رويترز" في مكالمة هاتفية إنهم يسيطرون على أجدابيا. وأردف قائلا إن القتال ضار وإن خطوط إمدادات القذافي أصبحت تعاني ضغطا شديدا لذلك لا يمكنه مواصلة الزحف انطلاقا من أجدابيا.
في الأثناء، تواصل القوات الموالية للقذافي محاولاتها للسيطرة على مدينة مصراتة بغربي ليبيا، وقال سكان بالمدينة انها لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة، نافين ما أوردته التلفزيون الرسمي حول أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على مصراتة وتعكف الآن على تطهيرها مما وصفه بـ "العصابات الإجرامية المسلحة".
وفي وقت لاحق، قال التلفزيون الليبي إن القوات التابعة للقذافي استعادت سيطرتها على مرفأ الزويتينة النفطي وواصلت تقدمها صوب مشارف بنغازي معقل المعارضة في شرقي البلاد، إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة التقرير.
كما أعلن المصدر ذاته أنه سمع اطلاق نار وانفجارات في مطار بنغازي معقل الثوار المطالبين بإسقاط القذافي.
وكانت المهلة التي حددها الجيش الليبي لسكان المدينة لمغادرة المناطق التي يسيطر عليها المسلحون انتهت في الساعة 2200 بتوقيت جرينتش يوم الأربعاء، إلا أن الوضع لا يزال هادئًا، بحسب سكان محليين.
وقال معمر القذافي إنه لا يتوقع أن تضطر قواته لخوض معركة لاستعادة السيطرة على مدينة بنغازي معقل المعارضين المسلحين في شرق ليبيا.
وأضاف ردًا على سؤال في مقابلة مع محطة تلفزيون (ال.بي.سي) اللبنانية حول ما إذا كان يتوقع معركة في بنغازي "لا.. لا أعتقد هذا". وأشار إلى أن المواقع التي يتحصن فيها المسلحون "يجري تطهيرها الآن بمساعدة من الشعب"، ووصف المسلحين بأنهم عناصر "إرهابية" من " القاعدة".