تحركات شيعية في إيران والعراق دعمًا للمحتجين في البحرين


دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في إيران أتباعه في العراق إلى التظاهر اليوم الأربعاء "لنصرة" المحتجين الشيعة في البحرين، وذلك عقب دخول قوات خليجية إلى المنامة للمساعدة في حفظ الأمن والنظام.
وقال القيادي في التيار الصدري حازم الأعرجي إن الصدر "يدعو إلى تظاهرات حاشدة عصر اليوم في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني على أن تكون هناك تظاهرات أخرى الجمعة في عموم العراق".
وفي وقت لاحق، تظاهر حوالى ألفي شخص في مدينة الصدر في شرق بغداد رافعين أعلام البحرين والعراق، وفقا لمصور وكالة فرانس برس.
كما حملوا لافتات كتب عليها "البحرين حرة حرة يا ظالم اطلع برا".
وقال مهند الغراوي مدير مكتب الصدر في جانب الرصافة، شرق نهر دجلة، على "الحكام العرب أن يعلموا أن الحكومات لا تقصي الشعوب بل العكس".
وأضاف "ماذا يعني درع الجزيرة؟ وكم يعادل من أفواجنا إذا أمر الصدر بالتطوع للبحرين سأكون أولهم" على حد قوله.
وللتيار الصدري في العراق ميليشيا مسلحة (جيش المهدي) نفذت أبشع الجرائم وأقساها بحق المسلمين السنة واللاجئين الفلسطينيين في العراق، في حين لم يعرف لهم أي مقاومة تذكر ضد المحتل الأجنبي من احتلال البلاد في العام 2003.
وفي النجف (160 كلم جنوب)، تظاهر نحو مئتي شخص من التيار الصدري منددين بـ"الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين العزل".
وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، تظاهر نحو 500 شخص من أنصار الصدر في منطقة التميمية رافعين اعلاما عراقية وصورا لمقتدى الصدر ووالده محمد محمد الصدر.
كما رفعوا لافتات تطالب بـ"عدم التدخل العربي والاجنبي في شؤون البحرين" وهتفوا "البحرين حرة حرة، درع الجزيرة برا".
ويؤكد المراقبون وجهات متعددة أن إيران تقف وراء تأجيج الاحتجاجات الشيعية في البحرين وتقدم الدعم والمساندة لها، فيما تتخذ تلك المظاهرات المطالب الإصلاحية غطاء لها.
وأرسلت السعودية ألف جندي إلى البحرين بناء على طلب الأسرة الحاكمة لحماية المنشآت الحكومية في إطار مسعى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول لمساعدة الحكومة على التعامل مع المحتجين الشيعة. كما أرسلت الإمارات العربية المتحدة حوالي 500 شرطي لمساعدة السلطات البحرينية على فرض الأمن.
واعتبرت المعارضة الشيعية في البحرين إرسال هذه القوات إلى بلادها "احتلالاً"، لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أكد في تصريحات لقناة الجزيرة الثلاثاء أن دخول قوات خليجية إلى البحرين تم وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية.
أحد مراجع النجف يحذر:
من جانبه، حذر رجل الدين بشير النجفي، أحد المراجع الأربعة في النجف، من حدوث "ما لا تحمد عقباه" في البحرين.
وقال في بيان: "تفاجئنا الحكومة (البحرينية) بقدوم قوات مسلحة من دول الجوار والأدهى والأمر قيام هذه القوات بمداهمة القرى والتعدي على المواطنين العزل بكافة أنواع الأسلحة وإراقة الدماء المحرمة" على حد زعمه.
وقوات "درع الجزيرة" منذ دخولها إلى البحرين قبل يومين، لم تشارك في أي عمليات، بل تمركزت، حسبما تشير التقارير الإعلامية، بأحد المواقع في العاصمة المنامة دون تدخلها في أي صدامات مع المحتجين.
وأضاف النجفي: "نشجب ونستنكر هذا التصرف اللامسؤول ونحمل المسؤولية لما حدث ويحدث لمن بدر الأمر عنه (...) إن الاستمرار في هذا النهج يستدعي الوصول لما لا يحمد عقباه قبل فوات الاوان" بحسب قوله.
وكان رجال دين شيعة بحرينيون قد دعوا خلال الليل المجتمع الدولي والعالم الإسلامي للتدخل من أجل منع وقوع "مجزرة" في المملكة.
وقد شنت قوات الأمن البحرينية صباح الأربعاء عملية تمكنت خلالها من تطهير دوار اللؤلؤة والمرفأة المالي ومجمع السلماني الطبي من المعتصمين الشيعة، مشيرة إلى سقوط شهيدين من عناصر الأمن خلال العملية.
تحركات وتحذيرات إيرانية:
من جانبه، حذر وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي من تداعيات ما وصفه بالتدخل العسكري السعودي فی شؤون البحرين الداخلية.
وزعم وحيدي على هامش اجتماع مجلس الوزراء، أن القرار السعودي يؤدي الى زيادة التوتر وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".
واعتبر وحيدي أن "مثل هذا القرارات غير الناضجة يفتقد لأي أسس قانونية"، مشدداً على أن "ذلك لن يؤدي سوى إلى إثارة نار النزاعات والاشتباكات وستضر تداعياتها كل شعوب المنطقة".
من جهة أخرى، ندد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) كاظم جلالي بالتدخل "العسكري السعودي والإماراتي المدعوم أمريكيا "في البحرين.
وفي سياق التحركات الإيرانية نفسها، أجرى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي محادثات هاتفية منفصلة مع نظرائه السوري وليد المعلم والعراقي هوشيار زيباري والكويتي الشيخ محمد الصباح تناولت منع ما وصف بالتداعيات "الخطيرة" الناجمة عن تدخل "الدول الأجنبية" في شؤون البحرين.
وشدد صالحي على "الأوضاع الحساسة في البحرين"، مؤكداً على "ضرورة الاهتمام بالأخطار المحدقة من جراء استمرار المسار الحالي والحاجة الي التشاور بين الدول لمنع وقوع كارثة إنسانية في البحرين".
وتبادل صالحي مع نظرائه العراقي والسوري والكويتي، وجهات النظر بخصوص احتجاج طهران على "دخول القوات الأجنبية واحتلال البحرين من قبل باقي الدول وتداعياته الخطيرة" على حد وصفه.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com