احتجاج لأهالي المعتقلين أمام مبنى الداخلية السورية


فرقت قوات الأمن السورية الأربعاء تجمعا ضم عشرات من أهالي معتقلين في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق، كما ذكر مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان العشرات من أهالي المعتقلين ومؤازين لهم تجمعوا أمام وزارة الداخلية صباح الأربعاء حاملين صور المعتقلين ولافتات تطالب بحرية معتقلي الراي في سوريا قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم واعتقال عدد منهم بينهم فتى.
وذكر شهود عيان أن بين الذين اعتقلتهم قوات الأمن المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني.
وتابع أهالي المعتقلين بعد تفريقهم مسيرهم باتجاه ساحة المرجة، وقد اندس بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، مرددين هتافات دعم له.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن السبت أن عائلات الناشطين السياسيين في سوريا ستتوجه الأربعاء إلى وزير الداخلية سعيد سمور لمناشدته الإفراج عن ابنائهم. وقالت رسالة لذوي المعتقلين نشرها المرصد "قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه إلى السيد وزير الداخلية الأربعاء (...) لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا".
وقال أهالي المعتقلين إنهم سيقومون بهذه الخطوة "بعد طول انتظار وإشاعات عن قرب الافراج عن معتقلي الرأي في سوريا وبعد أن ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا بعد طول فراق، أدراج الرياح".
وأكد اقارب 21 معتقلا للرأي أن أقاربهم الذين احتجز بعضهم منذ سنوات "أحبوا سوريا وطالبوا بها وطنا للجميع وتحت سقف القانون". ومن بين المعتقلين المحاميان الناشطان لحقوق الإنسان أنور البني ومهند الحسني وأطباء ومهندسون وكتاب.
وكان ثلاثة عشر ناشطا مسجونا في مجال حقوق الإنسان، ومنهم المحامي أنور البني أعلنوا في 18 فبراير الماضي أنهم بدأوا إضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار اعتقالهم.
وكان العشرات تظاهروا الثلاثاء بسوق الحميدية، المجاور لجامع بني أمية الكبير وسط دمشق، مطالبين بالتغيير والحرية هاتفين، مرددين "وينك يا سوري وينك" (أين أنت يا سوري) و"سلمية" و"الله سوريا وحرية وبس"، كما أظهر شريط فيديو عرضته بعض المواقع المعارضة للنظام السوري.
وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة على موقع "فيسبوك" تحمل عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" جمعت حوالى 40 ألف مشارك حتى ظهر الثلاثاء.
ودعا المنظمون، السوريين إلى التجاوب مع هذه الدعوة لتظاهرات "سلمية في كل المدن السورية وكندا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا" في الخامس عشر من مارس للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
واعتبرت الناشطة السورية سهير الاتاسي في تصريح لفضائية "الجزيرة"، أن الشعب السوري، كما حصل في مصر وتونس، سبق المعارضة. واعتبرت أن هذه التظاهرة شكلت "اليوم مفاجأة لنا، لسنا نحن من نظم هذه التظاهرة، كانت عبارة عن شرارة، عن بداية"، مشيرة إلى أن "الاشخاص الأحرار الذين نظموا تظاهرة اليوم (أمس) هم غير معروفين بالنسبة لنا".
وقالت إن "من 150 الى 200 تقريبا كانوا موجودين، وتم اعتقال ثلاثة شبان وصبية لا نعرف مصيرهم إلى الآن حيث تم تطويق التظاهرة وتنفيذ اعتقالات".
وأكدت أنها "المرة الأولى في سوريا التي تجري فيها تظاهرة تنادي بالحرية وتقول الله سوريا وحرية وبس"، مشيرة إلى أن "السوريين لم يعودوا اليوم رعايا، بل أعلنوا عن انفسهم مواطنين يريدون الحرية فعلا".
ولفتت الناشطة السورية إلى أن المتظاهرين ينتمون الى "كل الفئات، فهذا الرعب الذي يمارسه النظام بخصوص التنوع الطائفي (لم ينفع)، كانوا موجودين من كل الطوائف".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com