إيران تحتج لدى سفير السعودية على نشر قوات بالبحرين


أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت اليوم الثلاثاء السفير السعودي لدى طهران لتبلغه "احتجاجها الرسمي وقلقها" إزاء دخول قوات سعودية إلى البحرين.
وأعرب "حسين أمير عبداللهيان" مدير عام شؤون الخليج العربي والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإيرانية عن عدم ارتياحه لأداء الجيش السعودي، قائلا: "ما يجري في البحرين حاليا هو مجموعة من المطالب التي عرضها الشعب للحكومة بصورة سلمية وكان من المتوقع أن تتعامل الحكومة السعودية مع هذه المسألة بأساليب منطقية مع الشعور بالمسؤولية الإقليمية".
واعتبر أن "دخول القوات العسكرية السعودية إلى البحرين ليس فقط لا يساعد في حل المسألة بل سيزيد من تعقيد الأمور وسيحول قضية داخلية إلى أزمة إقليمية، الأمر الذي يتعارض والمساعي الهادفة لاستتباب الأمن والهدوء في منطقة الخليج "الفارسي" المهمة" على حد ما أوردت قناة العالم الإيرانية.
من جانبه، قال السفير السعودي بطهران في هذا اللقاء إنه سيُطلع مسئولي بلاده على موقف الجمهورية الإيرانية بهذا الشأن بأسرع ما يمكن.
ويؤكد المراقبون وجهات متعددة أن إيران تقف وراء تأجيج الاحتجاجات الشيعية في البحرين وتقدم الدعم والمساندة لها، فيما تتخذ تلك المظاهرات المطالب الإصلاحية غطاء لها.
وأرسلت السعودية ألف جندي إلى البحرين بناء على طلب الأسرة الحاكمة لحماية المنشآت الحكومية في إطار مسعى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول لمساعدة الحكومة على التعامل مع المحتجين الشيعة. كما أرسلت الإمارات العربية المتحدة حوالي 500 شرطي لمساعدة السلطات البحرينية على فرض الأمن.
واعتبرت المعارضة الشيعية في البحرين إرسال هذه القوات إلى بلادها "احتلالاً"، لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أكد في تصريحات لقناة الجزيرة الثلاثاء أن دخول قوات خليجية إلى البحرين تم وفقا للمعاهدات الأمنية الخليجية.
المنامة تستدعي سفيرها بإيران:
في المقابل،
قررت مملكة البحرين استدعاء سفيرها في طهران بصفة فورية للتشاور، وذلك ردًا على تصريحات لوزير الخارجية الإيرانية انتقد فيها دخول قوات خليجية إلى البحرين.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قد دعا الحكومة البحرينية "أن تتعامل بحكمة ودراية مع مطالب الشعب، وأن تحترم الأساليب السلمية التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه المطالب" على حد قوله.
وذكر صالحي أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين.
وتعقيبًا على ذلك، أكد السفير حمد العامر وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون أن ما جاء في التصريح الإيراني يعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني، ومن دولة يفترض أنها ترتبط مع المملكة بعلاقات حسن الجوار وهذا ما تتبعه دائما مملكة البحرين في علاقاتها مع جمهورية إيران.
وأشار السفير العامر إلى أن البحري "على اتصال مع الامم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي حول هذا التدخل الايراني السافر".
وأضاف أن التصريح الإيراني يتعارض ولا يتماشى مع أبسط مبادئ حسن الجوار التي تنتهجها مملكة البحرين مع إيران ومع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي التي تحث جميعها على احترام واستقلال وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وقال السفير حمد العامر إن مملكة البحرين تدين بشده هذا التصريح الإيراني الذي يعد تدخلا في شؤونها الداخلية وترفضه رفضا باتا وقاطعا باعتباره تهديدا لأمن المنطقة وإخلالا بالسلم والأمن الدوليين.
وأكد أن دخول قوات درع الجزيرة مملكة البحرين يأتي انطلاقا من وحدة المصير المشترك وترابط أمن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤلية الجماعية المشتركة للمحافظه على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزا بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية والامنية المشتركة بين الدول الاعضاء في مجلس التعاون.
وأوضح أنه استنادًا إلى ما سبق، فقد "قررت مملكة البحرين استدعاء سفيرها في طهران بصفه فورية للتشاور".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 15/03/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com