كشفت أرقام رسمية صدرت اليوم الأربعاء أن الخسائر في الأرواح التي تكبدتها القوات البريطانية في أفغانستان تفوق خسائر قوات الدول الـ 26 الأخرى في الاتحاد الأوروبي مجتمعة.
وقالت صحيفة "إيفننج ستاندارد" إن 357 جندياً بريطانياً قُتلوا في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 وحتى الآن، بالمقارنة مع 298 جندياً من جميع قوات دول الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن حصيلة قتلى القوات الفرنسية في أفغانستان بلغت 53 جندياً، تلتها ألمانيا 46 جندياً، وإيطاليا 35 جندياً، وإسبانيا 30 جندياً، وهولندا 25 جندياً، وبولندا 24 جندياً، فيما لقي جندي بلجيكي واحد حتفه منذ غزو أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإحصاءات القاتمة أثارت تساؤلات جديدة بشأن التزام بعض حلفاء الحرب ضد قوات طالبان، مع استعداد وزراء الحكومة البريطانية للتعامل مع الارتفاع المتوقع في عدد قتلى القوات البريطانية في أفغانستان خلال صيف العام الحالي.
وتنشر بريطانيا نحو 9500 جندي في أفغانستان معظمهم في إقليم هلمند، وألمانيا نحو 5000 جندي، وفرنسا 4000 جندي، وإيطاليا 3770 جندياً، والدنمارك 750 جندياً، وهولندا 196 جندياً، واستونيا 159 جندياً، فيما تنشر الولايات المتحدة 90 ألف جندي وفقدت 1476 جندياً منذ الغزو.
ونسبت الصحيفة إلى النائب البريطاني المحافظ جوليان بريزر عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الدفاع قوله: "إن معظم دول الاتحاد الأوروبي لم تضع ثقلها في أفغانستان، ونشرت قواتها في الأماكن الآمنة وتركت بريطانيا والولايات المتحدة تخاطران بحياة جنودهما".
ويقول مراقبون إن الإحصائيات التي توردها الصحيفة لقتلى قوات الاحتلال في أفغانستان تستند إلى الأرقام الرسمية المعلنة من قبل قوات الاحتلال نفسها أو الدول المشاركة في الاحتلال، وهي الأرقام التي يؤكد المراقبون أنها أقل بكثير من عدد القتلى على الأرض، خاصةً بالنظر إلى الأرقام المعلنة من قبل حركة طالبان التي لا زالت تبدي مقاومة شديدة وتكبد الاحتلال خسائر فادحة رغم مرور أكثر من تسع سنوات على احتلال أفغانستان.