الأزهر:الحديث عن تغيير المادة الثانية بالدستور "مثير للفتنة"


 حذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من أي محاولة للمساس بالمادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على  أن "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع".
وقال الدكتور الطيب فى مؤتمر صحافى له اليوم الأربعاء بمقر مشيخة الأزهر إن المادة الثانية من الدستور والتى تقر بأن الشريعة الإسلامية هى من ثوابت الدولة والأمة وأي حديث عن تغييرها مثير للفتنة ومصادرة للحريات وللديمقراطية التى نأمل الوصول إليها.
وشدد على أن المادة الثانية من الدستور "ليست مطروحة للتغيير أو التحديث".
ومن جانب آخر، أكد شيخ الأزهر أنه يؤيد جعل منصب مشيخة الأزهر بالانتخاب وليس بالتعيين على أن تجرى الانتخابات بنزاهة وبشكل جيد وتكون صناديق طاهرة ونظيفة بعيدا عن الصورة السلبية التى خلفتها الانتخابات البرلمانية مؤخرا.
وحول مشاركة الأزهر فى الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، أوضح الطيب أن الأزهر مؤسسة تعليمية، والإخوان حركة سياسية، وقال إن عقيدتنا واحدة واجتهادنا مختلف ولكن بيننا احترام متبادل، والأزهر مؤسسة تعليمية لمصر والعالم، و خلفها مليار مسلم ومصر تتخذ قرارات تخص الأزهر وتراعى هذا البعد.
وأكد شيخ الأزهر أننا كنا نعانى من فساد فى الأنظمة ولا أشجع أن يظهر أى شخص عمل مع النظام أو أن يظهر بمظاهر الأبطال، فالوحيدون الذى يستطيعون الظهور وبمظهر الأبطال هم من خرج ودافع، كما أنه لا يعفى أحداً من المسئولين فى النظام السابق، لافتًا إلى أن الأزهر فوق الثورات والحكومات فالثورات متغيرة وكذلك الحكومات، فالأزهر يبقى بعد الثورات والحكومات.
وطالب الدكتور الطيب بضرورة سرعة الانتقال إلى الحكم المدنى المنتخب فى مصر انتخابا نزيهة حرا خلال الأشهر الستة التى حددها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى هو الآن محل رضا وثقة الجميع، منوها بإيمان الأزهر بأن الحكم الذى يرضى عنه الشرع هو الحكم الذى يرضى عنه الناس بالإجماع أو بالأغلبية.
وأكد شيخ الأزهر أهمية البدء فى إرساء دعائم عهد جديد تراعى فيه القيم العليا التى أقرتها الأديان السماوية وحضارتنا الشرقية وفى مقدمتها قيمة العلم الذى هو عماد تتقدم به الأمم، والعدل الذى هو أساس الملك والحرية التى تفجر الطاقات وتبنى الحضارات وتكسر قيود الجهل والقهر والاستبداد الذى يقتل الملكات ويغرى بالنفاق ويزرع الخوف والتردد ويرسخ مشاعر الجبن والأنانية وكلها أمراض تهدم الفرد والمجتمع وتدمر الأمم والحضارات.
وقال: "إن حرمة الإنسان من أعظم الحرمات فى الدين والشرائع منطلق كل الحضارات الإنسانية، ومن هنا فإن الأزهر يتطلع مع جماهير المواطنين إلى سن قوانين صارمة تجرم التعذيب والإيذاء البدنى والمعنوى والاعتداء على حرمة المواطن بأى شكل من الأشكال وأن تفرض ثقافة احترام المواطن أيا كان مركزه ويصبح ذلك معيارا أساسيا لدى أجهزة الأمن وسائر أجهزة الدولة" بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد الطيب تطلع الأزهر إلى أن يوضع الاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة فى أيدى خبراء يجمعون بين العلم والخبرة والنزاهة ويقودون الاقتصاد الجديد ليكون اقتصادا منتجا مستقلا وليس تابعا استهلاكيا تستحوذ على خيراته قلة ويحرم من ثماره الأكثرون، كما يتطلع إلى اقتصاد منتج تضيق فيه الفوارق بين المواطنين وتتكافىء الفرص بحيث لا تموت فيه قلة من تخمة وكثرة من جوع.
كما طالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بأن يتم وضع الإعلام خلال الفترة المقبلة فى أيدى المثقفين الحقيقين الذين يرعون حرمة ثقافة الأمة وقيمها وحق مصر التاريخى فى أن تستعيد دورها الرائد فى محيطها العربى والإسلامى، بحيث يلتزم الاعلام أن يكون معبرا عن قيم المجتمع وأخلاقياته ومصالحه وألا يكون صدى سياسات إعلامية خفية تضر بالوطن ومصالح المواطنين.
وأشار إلى أنه يقدم رؤى الأزهر خلال المرحلة المقبلة ولا يخشى فى الله لومة لائم ويراعى الحق والشرع والمصالح العليا للوطن، كما أن موقف الأزهر واضح للناس جميعا انطلاقا من أن الازهر مؤسسة دينية كبرى لها تاريخ يعلو على تاريخ الثورات والحكومات ولأننا بفضل الله وما قدمه شباب 25 يناير نعيش بداية مرحلة نأمل أن تضمن فيه الحرية والديمقراطية حق الاختلاف فى الرأي.
وأكد الدكتور الطيب أن أحدا لا يستطيع أن يزايد على موقف الازهر الداعم لاية حركة تحرير داخل مصر وخارجها والأزهر لا يتردد ولا يخاف كما حدث من البعض ولم يكن الازهر ليمسك بالعصا من الوسط كما فعل البعض بل أمسكها وهو يتقلب بين خوفين خوف من قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب وخوف على الوطن أن ينفرط عقده ويدخل فى مجهول.
وأشار إلى أن الأزهر قرر فى بيانه الأول أن الاسلام يقر الحقوق ويحمى الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب فى مطالبها المشروعة فى العدل والحرية والعيش الكريم، منوها فى هذا الصدد بالمواقف السابقة للأزهر طوال فترة الثورة.
وأكد الأزهر أن أي عمل يؤدى إلى إراقة الدماء عمل محرم شرعا أمام الله والناس وأن الازهر سبق كل الاصوات التى تركب الموجة الآن وتتاجر بالدين والاخلاق وتنتهز الفرصة لإفراغ أحقادها وسمومها السوداء على الازهر وعلمائه الشرفاء وسبق الازهر الجميع حين طالب بحق سائر القوى السياسية دون اقصاء فى إجراء حوار فورى يهدف إلى احتواء الازمة ورأب الصدع.
وأكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر لم يتملق السلطة القائمة وقت الاحداث الاخيرة، ولن يتملق السلطة القائمة الآن، كما أنه وقف أمام الولايات المتحدة حين أرادت أن تتدخل فى شأن مصر وتصدى للفاتيكان وجمد الحوار معه فى لغة حاسمة وقاطعة وأصر ولايزال يصر على التمسك بموقف صارم من إسرائيل ويرفض الاحتلال وتدنيس المقدسات.
وتابع يقول: كما يرفض الأزهر حصار غزة والتطبيع، ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني إلى آخر المدى ويقف بالمرصاد للمؤامرات التى تسعى للتغريب والأمركة، موضحا أن الازهر وقف هذه المواقف منطلقا من ثوابت الأمة والمصالح العليا لمصر، لكى يعبر عن ضمير الأمة.
وأشار شيخ الازهر إلى الاهتمام بالشباب أمل الوطن وبالعقلاء من أجل مستقبل الوطن، مشيدا بدور القوات المسلحة للدفاع عن الوطن وحمايته ورعاية المرحلة الانتقالية ويقر الحريات العامة والخاصة وضرورة توفير أسباب العيش الكريم للمواطنين وأهمية إعادة الأمن والاستقرار.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/02/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com