علاقات الجزائر والمغرب: ما السبب وراء قرار "القطيعة" بين البلدين؟ - صحف عربية


تناقش صحف عربية قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب.

وتباينت الآراء بين ترحيب بالقرار في صحف جزائرية، وانتقادات للنظام الجزائري في صحف عربية ومغربية، ويرى بعض الكتاب أن السياسة الخارجية للجزائر "محكومة بالعداء لكل ما هو مغربي".

وامتدح كتاب جزائريونتقول "النهار" الجزائرية إن الجزائر قطعت علاقاتها مع "جار السوء"، في إشارة إلى المغرب، حيث أشارت الى "تاريخ الاستفزازات والتحرشات المغربية بالجزائر" الذي سرده وزير خارجية الجزائر عند إعلانه قرار قطع العلاقات. قرار قطع العلاقات ووصفوه بأنه "قطيعة مع الغدر".

وشدد سعيد بن عياد في مقاله بعنوان "قطيعة مع الغدر" في الشعب الجزائرية قائلا: "لم يكن يحتمل المزيد ممّا يصدر عن الجار الغربي، بعد أن ضرب المغرب بكل الأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار عرض الحائط، متنكرا للتاريخ المشترك بين البلدين وأواصر الأخوة بين الشعبين، عندما انخرط في مشروع استهداف الجزائر".

ويضيف: "تحوّل المغرب وقد أعمته نزعته التوسعية وتعنّته في التنكر للقانون الدولي إلى منصة رخيصة تستعملها قوى عدائية ضد الجزائر، طمعا في تأييد احتلاله للصحراء الغربية... تحولت بلادهم إلى مرتع للصهيونية ووكر لمخططاتها الإجرامية والتجسّسية، مسألة لا تحتمل ومن ثمة تُواجه بحلّ جذري وحاسم عنوانه، قطع العلاقات".

انتقادات للنظام الجزائري

ويقول نوفل البعمري، في موقع "هسبرس" المغربي: "حان الوقت لنطوي صفحة النظام الجزائري ونلتفت لما هو أهم من 'مصالحة' مع نظام مشدود للوراء، للماضي بكل عقده التاريخية التي أدت إلى ميلاد نظام سياسي بوميدياني حاقد على المغرب، وكاره لأي تطور قد يحدث هنا وبين البلدين".

ويضيف: "هذا النظام لسنا مطالبين بمجاراته في سياسته العدائية كما أننا لسنا مطالبين بالاستمرار في تقديم مبادرة اليد الممدودة وطي صفحة الماضي لأنه لا يرى فيها إلا ورقة لإحراجه، وينظر إليها بعقلية العسكر الانقلابية".

وينتقد الكاتب السياسة الخارجية للنظام الجزائري كونها "ظلت كلها بعقود من الزمن محكومة بالعداء لكل ما هو مغربي". كما ينتقد "الردود التي تصل للمغرب من العسكر الفاقد لكل شرعية للحديث باسم الشعب الجزائري".

ومن وجهة نظر عثمان لحياني، بمقاله في "العربي الجديد" اللندنية: "ثمّة إجماع في الجزائر، على أن أكبر تهديد للبلد الكبير العاطل والمعطل عن التنمية، لا يكمن في وجود حركات انفصالية خدمتها ظروف معينة وأوجدتها كأدوات (استعمارية)، أو في وجود تنظيمات متشددة مهما كانت مرجعياتها... بل إن التهديد الأساس للجزائر، هو عطالة النظام السياسي وعطبه البالغ في تدبير المستقبل وإدارة الشأن العام".

وتقول عائشة البصري، في "العربي الجديد" اللندنية: "النظام الجزائري يفضّل سياسة الهروب إلى الأمام، ليحوّل كارثة طبيعية على الأرجح إلى خطرين سياسيين: خارجي مغربي، وداخلي، بشقيه الانفصالي والإسلامي (حركة رشاد).

وتمتدح الكاتبة موقف المغرب بمد يد المساعدة لمكافحة حرائق الغابات في الجزائر، وتستغرب موقف الجزائر الرافض لهذه المساعدة حتى وإن "لم يكن طرح السلطات المغربية المساعدة بريئا من الحسابات السياسية أيضا".

وتصف الكاتبة سلوك الجزائر تجاه المغرب بأنه "موقف غريب" في إشارة إلى اتهام السلطات الجزائرية حركة استقلال منطقة القبائل (الماك) بإشعال الحرائق على أراضيها بدعم من المغرب، "وزعمت أن 'الأفعال العدائية المتكرّرة' من الأخير اضطرّتها لإعادة النظر في العلاقات بين البلدين".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 26/08/2021
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com