((من ينصر أذربيجان المسلمة على أرمينيا الظالمة))


الحمد لله رب العالمين رب الأولين والآخرين العالم بأحوال المستضعفين والمظلومين القادر على المتجبرين والظالمين ، منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب سريع الحساب وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، خير من قام لله وأناب ، ورفع لواء الجهاد ، وجاهد الأعداء

الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا، ويسعون في الأرض فساد.

 وبارك الله على خير الصحب والآل الذين اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعــــــــــــــــد

إن قضية أذربيجان المسلمة مع أرمينيا الكافرة قضية لها جذور قديمة، وصراع بين الحق والباطل، لا يعلمها كثير من الناس، وهذا المقال من باب نصرة المسلم للمسلم والوقوف بجانبه أمام الظلم والظالمين ولو بشطر كلمة. والواجب على أهل الإسلام نصرة أهل أذربيجان في هذا الجهاد التى تقوم به من أجل تحرير أرض مسلمة من أيد أعداء كافرين. 

نبذة تاريخية

أذربيجان

بعد انهيار الإمبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى، أصبحت أذربيجان جنباً إلى جنب مع أرمينيا وجورجيا جزءاً من الجمهورية القوقازية الاتحادية الديمقراطية. عندما أعلن حل تلك الجمهورية في مايو 1918، أعلنت أذربيجان استقلالا باسم جمهورية أذربيجان الديمقراطية، وكانت تلك الجمهورية أول جمهورية برلمانية حديثة في العالم الإسلامي استمر استقلال أذربيجان 23 شهراً فقط عندما غزاها الجيش الأحمر السوفياتي البلشفي  وأسس جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية في 28 أبريل سنة 1920في أعقاب سياسة المصارحة التي بدأها ميخائيل غورباتشوف ظهرت الاضطرابات الأهلية والصراعات العرقية في مناطق مختلفة من الاتحاد السوفياتي بما في ذلك (مرتفعات قرة باغ وهي إقليم في جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. الاضطرابات في أذربيجان وكرد فعل على اللامبالاة من جانب موسكو حول الصراع الساخن فعلاً، أدت إلى دعوات للاستقلال والانفصال والتي بلغت ذروتها في يناير الأسود  في باكوفي وقت لاحق في عام 1990، ألغى المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية عبارة "الاشتراكية السوفياتية" من التسمية، واعتمد إعلان سيادة جمهورية أذربيجان واستعادة علم جمهورية أذربيجان الديمقراطية بوصفه علماً للدولة. يوم 8 سبتمبر سنة 1991 انتخب أياز مطلبوف رئيساً في الانتخابات العامة التي كان فيها المرشح الوحيد. يوم 18 أكتوبر 1991، اعتمد المجلس الأعلى لأذربيجان إعلان الاستقلال الذي أكده استفتاء شعبي على الدستور في ديسمبر 1991 عندما تم حل الاتحاد السوفياتي رسمياً.

أرمينيا

أرمينيا جمهورية سابقة من الاتحاد السوفيتي، وحاليًا تحمها الديمقراطية والتعددية الحزبية وهي دولة قومية ذات تراث ثقافي ضارب في التاريخ. كانت مملكة أرمينيا أول دولة تعتمد المسيحية دينًا لها في السنوات الأولى من القرن الرابع( التاريخ التقليدي 301م) تعترف جمهورية أرمينيا الحديثة بالكنيسة الأرمنية الرسولية كنيسة وطنية  لأرمينيا، على الرغم من أن نظام الحكم في الجمهورية يفصل بين الكنيسة والدولة.

أصل المشكلة والنزاع

في عام 1991، انهار الاتحاد السوفياتي واستعادت أرمينيا استقلالها. أعلن الاستقلال في 23 أغسطس وكانت أول جمهورية خارج البلطيق تعلن الانفصال. ومع ذلك، شهدت السنوات الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي صعوبات اقتصادية فضلاً عن التطور التدريجي للمواجهات المسلحة واسعة النطاق بين الأرمن في قرة باغ وأذربيجان.  انتهت حرب قرة باغ بعد وساطة روسية لوقف إطلاق النار  في عام 1994. كانت الحرب نجاحاً لقوات كاراباخ الأرمنية التي تمكنت من السيطرة على 14 ٪ من أراضي أذربيجان المعترف بها دولياً بما في ذلك ناغورني كاراباخ نفسها. ومنذ ذلك الحين، عقدت أرمينيا وأذربيجان محادثات سلام توسطت فيها منظمة الأمن والتعاون في أوربا ولم يتحدد وضع قرة باغ بعد. والأسباب الكامنة وراء الصراع لا تزال بعيدة عن الحل بعد قرن من الزمان تقريبا، فالقصة هذه تحمل تصورات مختلفة جدا ووجهات نظر مغايرة تماما حسب كل رواية. وبالنظر للخرائط نجد بأن أقليم ناغورني قره باغ يقع في قلب الأراضي الأذربيجانية ويبلغ مساحة الإقليم 4,800 كم2 ويبعد عن باكو عاصمة أذربيجان حوالي 270 كم غرباً. 

النظرة الشرعية في الحرب الأذربيجانية

يتبين لنا مما عرض سابقاً بأن الدولة الأذربيجانية دولة مسلمة، وفيها أقليم محتل من قبل دولة صليبية، وعلى أهل هذا البلد إعلان نفير الجهاد لتحرير هذا الإقليم (جهاد الدفع) وهو فرض عين على الكبير والصغير شيوخ ونساء، فإن لم يستطيعوا بمفردهم، فوجب الجهاد على دول الجوار لتطهير هذه البقعة المسلمة من الاحتلال الغاشم من دولة كافرة. وعلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نصرة هذا الإقليم حسب الاستطاع إن كان بالجهاد أو المال أو الدعاء.

فإن نصرة المسلم لأخيه المسلم من الشعائر العظيمة التي جاء بها هذا الدين، ونصرة المسلمين للمسلمين على مستوى الأمة بأسرها واجب ديني وفريضة إسلامية، وقد قال الله تعالى:(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر الأنفال:72.

 قال ابن كثير: فانصروهم إن استنصروكم في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم فإنه واجب عليكم نصرهم لأنهم إخوانكم في الدين، فهذه الآية العظيمة تبين وجوب نصرة المسلمين للمسلمين، وأنهم أمة واحدة مهما تناءت ديارهم وتباعدت أقطارهم فإنهم جسد واحد إذا اعتدي على شيء منه نصره بقية الجسد، وهكذا يتداعى الجسد بأسره لبقعة صغيرة تصيبها شوكة أو تجرح بجرح، وهكذا جراح المسلمين في العالم اليوم كثيرة ومتعددة، ولكن هذا الجسد المنهك يحتاج إلى تقوية حتى يستطيع أن يقوم لبقيته وأطرافه.

وقال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) التوبة:71.

وعَنْ أنس  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ" أخرجه البخاري.

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى» متفق عليه.

وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :«المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً» وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» أحمد وأبو داود.

واتعجب عندما عرض صورة لرجل دين نصراني من أرمينيا وهو يحمل سلاح في يده ليحارب به المسلمين ، لم نسمع تصريح أو تعليق من المسؤولين في  دول الكفر أو دول الإسلام بأن هذا (أرهابي أو متطرف أو أصولي) ، كما نسمع تعليقات إذا تحرك مسلم لنصرة دينه أو نبيه صلى الله عليه وسلم. آلم تسمعوا أيها المتخاذلون تصريحات (رئيس أرمينيا) الصليبي الحاقد وهو يقول بأن هناك مليشيات من الأرمن جاءت لمساعدتهم في هذه الحرب، يريد أن يجعل أذربيجان صربيا ثانية بالمجازر وسفك الدماء وانتهاك الأعراض، حتى تطمس الهوية الإسلامية في هذا البلد وتحويلها لدولة صليبية بحكم الغلبة والحرب والأمر الواقع.

وأذكرنفسي وإياكم يا معشر المسلمين حكام ومحكومين بهذا الحديث العظيم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره" رواه مسلم.

قال النووي: وأما، لا يخذله. قال العلماء: الخذل: ترك الإعانة والنصر، ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه، لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي.

وعن معاوية بن قرة قال: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال من أمتى أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله وهو على ذلك" متفق عليه.

قال ملا على القاري: من خذلهم: أي من ترك عونهم ونصرهم، بل ضر نفسه، وظلم عليها بإساءتها.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واخذل من خذلهم.

واجعل اللهم بلاد الإسلام آمنه مطمئنة يارب العالمين




كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 01/10/2020
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com