حديث (من قال جزَى اللهُ عنَّا محمَّدًا ما هو أهلُه) والرد على محمد أبو بكر


أولاً:
أحذر الناس من مشاهدة فيديوهات هذا المدعو محمد أبو بكر، ونشرها وتداولها لما فيها من كذب وتدليس وقصص واهية وأحاديث موضوعة لا أصل لها.                                  كما انصح هذا الرجل بأن يراجع من أي المشارب ينهل، وألا يتحدث إلا بالصحيح من الأحاديث والأقوال والقصص، حتى لا يضل الناس ويُضيع صحيح الدين، وأذكره بقول الله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ)النحل: 116. وحديث أَبَو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُم"  وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من الناررواه البخاري ومسلم .وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار"  وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبِينَرواه مسلم. 
ثانياً:
أما عن الحديث لم يرد عند ابن ماجه كما يدعي . بل رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" وفي "المعجم الكبير" وأبو نعيم في "الحلية" وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" والخطيب في "تاريخه" كلهم من طريق
هَانِئ بْن الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ).
قال الطبراني: عقبه " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَلَا عَنْ جَعْفَرِ إِلَّا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، تَفَرَّدَ بِهِ : هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ  ".
وقال أبو نعيم: " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ وَجَعْفَرٍ وَمُعَاوِيَةَ ، تَفَرَّدَ بِهِ هَانِي بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ ".
وقال أبو حاتم الرازي: هَانِي بْنُ الْمُتَوَكِّلِ أدركته ولم أكتب عنه "لسان الميزان".
وهانئ بن المتوكل هذا متروك الحديث، قال ابن حبان كانت تدخل عليه المناكير وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال. وأورد الشيخ الألباني رحمه الله هذا الحديث في "الضعيفة" (5109) من هذا الطريق وقال " منكر" .
ثالثاً:
هذا الحديث له طريق آخر من طريق جعفر بْن عيسى الْحَسَني القاضي  وهو جهمي ضعيف كما قال أبو حاتم ، وغير صدوق كما قال أبو زرعة. وبذلك
يكون هذا الحديث ضعيف الإسناد بطريقيه ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يصح التحدث به أو نشر هذا الفيديو.
والله تعالى أعلى وأعلم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 05/07/2020
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com