الرئيس الصيني يزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 14 عاما ويجتمع بزعيمها


وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى بيونغيانغ في أول زيارة رسمية من نوعها إلى كوريا الشمالية منذ 14 سنة، من المقرر أن يجري خلالها محادثات مع الزعيم الكوري كيم جونغ أون.

ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان، اللذان سبق لهما أن التقيا في الصين أربع مرات، المفاوضات المتعثرة حول برنامج بيونغيانغ النووي علاوة على القضايا الاقتصادية.

يذكر أن الصين تعد ذات أهمية حيوية بالنسبة لكوريا الشمالية، فهي شريكتها التجارية الرئيسية.

وتأتي زيارة الرئيس شي إلى بيونغيانغ قبل أسبوع واحد من موعد انطلاق قمة دول العشرين في اليابان، حيث سيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس شي مع الزعيم كيم منذ قمة كيم-ترامب في العاصمة الفيتنامية هانوي في شباط / فبراير الماضي، والتي لم تتمخض عن أي اتفاق حول تخلي كوريا الشمالية عن ترسانتها النووية.

لماذا تجري الزيارة الآن؟

تعد زيارة الرئيس شي الحالية والتي من المقرر لها أن تستمر ليومين الأولى لرئيس صيني إلى كوريا الشمالية منذ 14 عاما، وهي أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني الحالي لبيونغيانغ منذ تسلمه مقاليد السلطة في بكين في عام 2012.

وينظر إلى الزيارة على أنها دعم للزعيم كيم، الذي يصارع للحفاظ على وتيرة الإندفاع الذي تحقق عقب نشاط دبلوماسي محموم شهده العام الماضي.

ومما لا شك فيه أن الزعيمين سيناقشان المفاوضات النووية المتعثرة وانهيار قمة هانوي.

ويقول محللون إن الرئيس شي سيريد أن يعرف ما جرى في تلك القمة، وفيما إذا كانت هناك وسيلة لدفع عملية التفاوض إلى الأمام، وهي معلومات قد يتناقش بشأنها مع ترامب عندما يلتقيه في اليابان.

ورغم أن موعد الزيارة أعلن في وقت سابق من الأسبوع الجاري فقط، تقول جيني تاون، رئيسة تحرير الموقع التحليلي الأمريكي 38 نورث، إنه ليس من المفاجئ أن تجري الآن، خصوصا وأن البلدين سيحتفلان قريبا بالذكرى السنوية الـ 70 لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.

وتضيف أنه قد يكون هناك قدر من "القيمة الرمزية" لإجراء الزيارة قبيل انعقاد قمة العشرين، ولكن ذلك "يعتبر فائدة مضافة أكثر منه عامل حاسم".

ما الذي تريده الصين؟

هدف الصين الأول هو ضمان استقرار كوريا الشمالية وتعزيز التعاون الاقتصادي معها، اضافة إلى الاحتفاظ بمركزها كجهة مهمة في المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية النووي.

يذكر أن البلدين الشيوعيين حليفان قديمان، ولكن العلاقات بينهما توترت نوعا ما في العقد الأخير إذ تنظر بكين بقلق إلى طموحات بيونغيانغ النووية.

وقالت صحيفة الصين اليومية الرسمية يوم الأربعاء إن الزيارة ستتيح للزعيمين أن "يتفقا على عدد من مشاريع التعاون".

وفي مقال افتتاحي نادر كتبه الرئيس شي في صحيفة رودونغ سينمون الكورية الشمالية يوم الأربعاء، كرر الرئيس الصيني مساندته وتأييده للمفاوضات النووية، قائلا إن "الصين تساند كوريا الشمالية في سعيها الصائب لحل مسألة شبه الجزيرة الكورية بالطرق السياسية".

ماذا تريد كوريا الشمالية؟

ستسمح هذه الزيارة للزعيم كيم أن يبرهن أنه ما زال يتمتع بدعم الصين، خصوصا وأن علاقاته بأطراف أخرى تتعرض لتصدعات.

تقول جيني تاون "يريد الكوريون الشماليون أن يبقوا اصدقاءهم قريبين منهم حتى ولو لم يكن بينهم الكثير من الثقة والنوايا الطيبة".

يذكر أن اقتصاد كوريا الشمالية يتعرض لصعوبات كبيرة نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على البلاد بسبب التجارب النووية والصاروخية المتكررة التي أجرتها.

وتلتزم حتى الصين، أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية، بهذه العقوبات، ولو أنها ألمحت بأنها تفضل تخفيفها كحافز لبيونغيانغ للتخلي عن أسلحتها النووية.

وقال المحلل المختص بشؤون كوريا الشمالية بيتر وورد لبي بي سي "الصين تعد المقصد الرئيسي لمعظم صادرات كوريا الشمالية، بما فيها المعادن والأسماك والمنسوجات وحتى العمالة".

والصين تعد تقليديا أهم مصدّر للسلع إلى القطاعين الصناعي والاستهلاكي المنزلي في كوريا الشمالية . وبموجب نظام العقوبات الحالي، توقف الكثير من هذا النشاط التجاري.

يقول وورد "الصين تفضل تخفيف العقوبات في هذه الميادين، وتريد أن تضمن بأن ينمو اقتصاد كوريا الشمالية بوتيرة معقولة وأن لا تشعر بيونغيانغ بالحاجة إلى اختبار الأسلحة النووية أو الصواريخ في المستقبل".

ولكن بما أنه من غير المرجح أن ترفع العقوبات، هناك القليل مما بوسع بكين فعله.

ولكن كيم هيون ووك، الاستاذ في الأكاديمية الكورية للدبلوماسية، قال لوكالة رويترز إن الدعم الاقتصادي الذي توفره الصين لكوريا الشمالية - وحتى امكانية أن تخرق الصين العقوبات - يعني أن كيم لن يكون مجبرا على التفاوض مع الولايات المتحدة من موقع ضعف".

وقال "إذ سيكون بمقدورها أن تحصل على أسلحة نووية ودعم اقتصادي صيني".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/06/2019
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com