مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على تعيين كافانو عضواً في المحكمة العليا


صادق مجلس الشيوخ الامريكي على تعيين الرئيس دونالد ترامب لبريت كافانو عضواً في المحكمة العليا لتنتهي بذلك أسابيع من الجدل والسجالات.

وصوت خمسون عضوا لصالح كافانو بينما صوت 48 عضوا ضد اختياره.

ماذا يفعل مجلس الشيوخ؟

وكان مجلس الشيوخ ناقش ملف تعيين كافانو وسط تراجع في أعداد النواب الحاضرين.

وكان كافانو بحاجة إلى الحصول على نصف الأصوات على الأقل، إذ يتلقى مرشح المحكمة العليا دعما من نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.أرقام هامة

وتوقع الخبراء أن تكون نتيجة التصويت 51 صوتا لصالح كافانوه مقابل 49 صوتا ضده لكن يبدو أن الدائرة المحيطة بالرئيس ترامب تمكنت من إقناع أحد أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين بالامتناع عن التصويت، وهو ما يؤكد على النتيجة التي أسفر عنها التصويت الإجرائي الجمعة الماضية بعد تراجع عدد من الأعضاء عن تغيير رأيهم في التصويت لصالح مرشح المحكمة العليا.

وجاء ذلك بعد حسم الأعضاء الذين ترددوا في منح صوتهم لكافانو أمرهم، باستثناء عضو واحد فقط، ما رجح كفة القاضي الأمريكي.

وكان هذا الاستثناء هو ليزا موركوفيسكي، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية ألاسكا، التي قالت إن كافانو "رجل صالح، لكنه ليس الرجل المناسب للمحكمة في الوقت الحالي لأنه أصبح من غير الممكن تفادي "الظهور بشكل غير لائق".

ولم يكن تصويتها "بلا" مؤثرا على موقف كافانو، إذ عوضه تصويت العضو الديمقراطي جو مانشن "بنعم" لصالح الترشيح، وهو المرشح الذي يواجه صعوبة بالغة في الفوز في انتخابات التجديد النصفي في ولاية غرب فيرجينيا المعروفة بولائها للجمهوريين، والتي فاز فيها الرئيس ترامب فوزا ساحقًا في انتخابات الرئاسة.

وقال مانشن لمجلس الشيوخ إنه يرى أن "القاضي كافانو مؤهل لأن يكون في المحكمة العليا"، لكنه لاقى انتقادات على نطاق واسع من معارضي تعيين القاضي الأمريكي في هذا المنصب.وتراجع العضوان سوزانا كولينز و جيف فلايك عن حالة التردد التي كانا فيها ليقررا بعد ذلك دعم القاضي الأمريكي. ومع أن فلايك من بين المنتقدين باستمرار لسياسات ترامب، وأعلن عضو المجلس أنه سوف يصوت "بنعم" لصالح كافانو.

كيف توصل أعضاء مجلس الشيوخ إلى قرارهم؟

فتح تحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي في مزاعم الاعتداء الجنسي وغيرها من الاتهامات في حق القاضي الأمريكي بريت كافانو بعد حصوله على الدعم الأولي من لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.

وبينما أثار التحقيق جدلا سياسيا واسع النطاق، تحسم الأعضاء الذين كانوا مترددين بشأن دعم ترشيح كافانو في التصويت النهائي أمرهم وقرروا التصويت لصالح لقاضي الأمريكي.

موضوع التحقيق الفيدرالي

وأدلت كريستين بايزلي فورد بشهادة علنية أمام لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن ادعائها بأن القاضي الأمريكي بريت كافانو، المرشح لرئاسة المحكمة العليا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتدى عليها جنسيا عام 1982.

لكن كافانو نفى تلك المزاعم تماما، كما عارض أعضاء مجلس الشيوخ بشدة الافتراض بأنه أفرط في الشراب إلى درجة فقد عندها الذاكرة.واستجوب محققون فيدراليون خمسة شهود أثناء محاولة التوصل إلى الحقيقة فيما يتعلق بمزاعم فورد علاوة على استجواب أربعة آخرين في مزاعم اعتداء جنسي أخرى، من بينها شهادة ديبورا راميرز التي ادعت أن مرشح المحكمة العليا عرى نفسه أمامها عندما كانا زميلين في جامعة يال، وهو ما نفاه كافانو أيضا.

وقال الرئيس ترامب وأعضاء الحزب الجمهوري إن تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي برأ ساحة مرشحهم للمحكمة العليا، لكن الديمقراطيين قالوا إن إن التحقيق لم يكتمل.

ما هي أهمية المحكمة العليا؟

المحكمة العليا الأمريكية هي المحكم النهائي في أي نزاع، وهي أيضا الجهة التي لها القول الفصل في أي نزاع في القضايا الجدلية مثل الإجهاض و فرض قيود على حمل السلاح.

وتتكون هيئة هذه المحكمة من تسعة أعضاء يعينون مدى الحياة، ومن المتوقع أن يؤدي دخول كافانو هيئة المحكمة إلى ميل قراراتها إلى الاتجاه المحافظ.

ولا يزال الديمقراطيون يشعرون بمرارة الهزيمة منذ التعيين السابق لأحد أعضاء المحكمة العليا بعد نجاح الجمهوريين في تمرير ترشيح الرئيس ترامب لنيل غورساتش الذي أدى إلى مزيد من ميل المحكمة إلى المحافظين في قراراتها.

وتتوجه الأنظار إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، إذ يعول ترامب على الانتصار السياسي الذي قد يتحقق بتعيين كافانو في الحملات الانتخابية لأعضاء الحزب الجمهوري، لكن مراقبون يرون أن ترشيح كافانو قد يؤثر سلبا على أصوات النساء التي توجه إلى الجمهوريين.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/10/2018
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com