(( طقوس ، وبدع ، ودماء ، في كربلاء ))



الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال والخذلان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله جبله ربه على جميل الفعال وكريم الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .

أما بعــد

إنً من يرى طقوس وبدع الشيعة في كربلاء يوم عاشوراء ، من صياح وعويل ولطم للوجوه وشق للجيوب، و تقطيع في الأجساد بآلات حادة وأسلحة بيضاء، وضرب للرؤوس في الحوائط حتى تنزف مزيدًا من الدماء، يحكم على الإسلام إن كان من غير المسلمين بأنه دين يُسفك فيه الدماء، ولن يفكر لحظة واحدة أن يدخل في هذا الدين، أما إنً كان من أهل السنة فيحمد الله تعالى بأنه من أهل الحق وجنبه الله تعالى أن يكون من  أهل الضلال والخذلان.

بداية الاحتفالات

تُعرف الشيعة في طقوسها لإحياء هذا اليوم بالعنف والدم، إلا أنها لم تبدأ ذلك حيث كانت هادئة في بداية الأمر، وكان يتم إحيائها من خلال تحريف الآذان، ومهاجمة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، إلا أنها تطورت شيئًا فشيئًا حتى وصلت إلى حد الدماء في "العصر الفاطمي" بدأت الشيعة أولى تحريفها للآذان، بإضافة جملة "حي علي خير العمل"، كما ظهر السجود للبشر وتمجيد إحداهم بعينهم، فكان الخليفة الفاطمي (الحاكم بأمر الله) أول من أمر الناس بالسجود له. وكان الآذان المحرف يطلق في هذا اليوم، ويقوم الخطيب بذكر اسم الخليفة الفاطمي علي المنبر في الخطبة ويوجب علي الحاضرين القيام والسجود له لمجرد ذكر اسمه. بالإضافة إلي انتشار الكتابات علي المرافق العامة مثل: "محمد وعلي خير البشر"، ويقومون بسب ولعن الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكرالصديق وعمرالفاروق وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.

تطور الاحتفالات

بدأت مظاهر الاحتفال تميل إلى العنف، خلال عصر الدولة "البويهية" التي حكمت غرب إيران والعراق، بعدما أمر حاكمها الدولة بإغلاق الأسواق في العاشر من محرم، وخرج وقتها النساء يلطموا الوجوه ويشقوا الملابس حزنًا على مقتل الحسين.

وفي عهد الدولة "الصفوية" التي تحكم إيران أيضًا، تطور الأمر أكثر حيث ظهرت مجالس التعزية، لمحاكاة الآلام التي عانا منها الحسين بمقتله، ومن هنا بدأت مظاهر الضرب بالسلاسل الحديدية على الظهر والسكاكين على الرأس، وتقييد أيدي النساء والزحف على أرجلهم. ويقوم البعض الآخر بعمل مشهد تمثيلي أمام الجماهير يجسدوا فيه معركة "كربلاء" التي قتل فيها الحسين، ويسمونه "موكب الحسين"، حيث يتم حمل السيوف والدروع وإسالة الدم مواساة له. بالإضافة إلى  توزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء واشعال النار للدلالة على حرارة الصحراء كما يقوم البعض بضرب أنفسهم بالسلاسل. يقول موسى الموسوي في كتابه : "الشيعة والتصحيح" : " ولكن الذي لا شك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس ، وشج الرأس حداداً على " الحسين " في يوم العاشر من محرم تسرب إلى إيران والعراق من الهند ، وفي إبان الاحتلال الإنجليزي لتلك البلاد ، وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس، وحتى إلى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة ، وكان الغرض وراء السياسة الاستعمارية الإنجليزية في تنميتها لهذه العملية البشعة واستغلالها أبشع الاستغلال هو إعطاء مبرر معقول للشعب البريطاني وللصحف الحرة التي كانت تعارض بريطانيا في استعمارها للهند ولبلاد إسلامية أخرى ، وإظهار شعوب تلك البلاد بمظهر المتوحشين الذين يحتاجون إلى قيِّم ينقذهم من أودية الجهل والتوحش" انتهى

الاحتفالات في ميزان أهل السنة

إنً ما يفعله الشيعة في هذه الاحتفالات  من ضرب الصدور ، ولطم الخدود ، وضرب السلاسل على الأكتاف ، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء ، محدث لا أصل له في الإسلام . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ) اخرجه البخاري ومسلم.

فهذه الأعمال المنكرة التي يعملها الشيعة في يوم عاشوراء لا أصل لها في الإسلام ، لم يعملها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد من أصحابه ، ولا عملها أحد من أصحابه لوفاته أو لوفاة غيره ، مع أن المصاب بمحمد صلى الله عليه وسلم أعظم من موت الحسين رضي الله عنه .

قال شيخ الإسلام:" وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه، يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى . . . وبدعة السرور والفرح . . . فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة . . . وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا " انتهى من منهاج السنة
وقال ابن كثير: " كل مسلم ينبغي له أن يحزنه قتله – أي الحسين- رضي الله عنه ، فإنه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضل بناته ، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا ، ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنعٌ ورياءٌ ، وقد كان أبوه أفضل منه ، فقتل وهم لا يتخذون مقتله مأتما كيوم مقتل الحسين ، فإن أباه قتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، وكذلك عثمان كان أفضل من علي عند أهل السنة والجماعة ، وقد قتل وهو محصورٌ في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين ، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد ، ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك عمر بن الخطاب وهو أفضل من عثمان وعلي ، قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً ، وكذلك الصديق كان أفضل منه ولم يتخذ الناس يوم وفاته مأتما ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة ، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ، ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما يفعلون فيه ما يفعله هؤلاء الجهلة من الرافضة يوم مصرع الحسين ... وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها ما رواه علي بن الحسين عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلمأنه قال: ( ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكرها وإن تقادم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب بها ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه. " انتهى من البداية والنهاية

أقوال العلماء في الشيعة

1ـ روى عبدالله بن أحمد بسنده عن الشعبي عن علقمة قال: (لقد غلت هذه الشيعة في علي - رضي الله عنه - كما غلت النصارى في عيسى بن مريم). السنة لعبد الله بن أحمد.

2ـ قال عامر الشعبي: (أحذركم الأهواء المضلة وشرّها الرافضة، وذلك أن منهم يهوداً يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم.ثم قال: لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلام ). أخرجه اللالكائي في شرح السنة 8/1461، والخلال في السنة

3ـ قال طلحة بن مصرّف: (الرافضة لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، لأنهم أهل ردة). الإبانة الصغرى ص161.

4ـ روى ابن عبد البر عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: (الجماعة أن تفضل أبا بكر وعمر وعلياً وعثمان ولا تنتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص163.

5ـ روى الخلال بسنده عن مالك أنه قال: ( الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ليس لهم سهم، أوقال نصيب في الإسلام ).‏ السنة: للخلال 1/493، وابن بطة في الابانة الصغرى ص162.

6ـ قال القاضي أبي يوسف : ( لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري ). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 4/733.

7ـ قال أحمد بن يونس: ( إنا لا نأكل ذبيحة رجل رافضي، فإنه عندي مرتد). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 8/459.

8ـ قول الإمام أحمد بن حنبل: عن عبدالله بن أحمد قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( ما أراه على الإسلام). السنة للخلال 1/493.

9ـ قول أبي زرعة الرازي:  روى الخطيب بسنده عنه أنه قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدي إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلموإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة). الكفاية ص49.

10ـ قول أبي بكر بن العربي :قال في العواصم: ( ما رضيت النصارى واليهود، في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل).العواصم من القواصم ص192.

هذه بعض أقوال العلماء المعتبرين من أهل السنة والجماعة في دين الشيعة، ويوجد الكثير والكثير والذي لا يكفي لهذا المقال، ولقد أوردتها هنا حتى لا يتحير أحد من المسلمين في حكم الشيعة المجرمين.

واختم مقالي هذا:

بقول الإمام القحطاني في نونيته

إن الروافضَ شرُّمن وطيءَ الحَصَى من كـلِّ إنـسٍ ناطــقٍ أو جــانِ

مدحوا النّبيَ وخونوا أصحابـــه ورموُهـــمُ بالظلـــمِ والعــدوانِ

حبّـوا قرابتــهَ وسبَّـوا صحبـه جــدلان عند الله منتقضـــانِ

وأخيراً:

اللهم أننا نتقرب لنبيك عليه أفضل الصلاة والسلام بحب أصحابه الكرام

ونتقرب لك بحبنا لنبيك واتباع سنته كما أمرتنا

فحشرنا تحت لواءه وأدخلنا مدخله

وأوردنا حوضه، وشفعه فينا

يوم أن نلقاك

إنك على كل شيء قدير

اللهم آمين





كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 24/09/2018
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com