ما هو حكم أهل الكتاب ؟ ( 2 ) والرد على جابر الطايع



النَّوْعُ الرَّابِعُ: عَدَمُ إقَامَةِ مَا جَاءِ فِي الإنْجِيْلِ مِنْ الإيْمَانِ بِرِسَالةِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) المائدة:68.
قَالَ الإمَامُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: فَأَمَّا أَهْلُ الكِتَابِ، فَالْمُرَادُ بِهِمْ: اليَهُودُ والنَّصَارَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:(لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ) أَيْ: لَسْتُمْ عَلَى شَيءٍ مِنَ الدِّيْنِ الْحَقِّ حَتَّى تُقِيْمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيْلَ، وَإِقَامَتُهُمَا: العَمَلُ بِمَا فِيْهِمَا، وَمِنْ ذَلِكَ الإِيْمَانُ بِمُحَمَّدٍ " زاد المسير.


رابعاً:

أما دليلك الذي استشهدت به على قولك من القرآن، وهو قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) الممتحنة: 8.

فهو دليل باطل من عة وجوه ومردود عليك وعلى كل من يتغنى به من أمثالك:

الأول: الدليل ليس في موضعه، فهناك فرق بين حكم الله فيهم، وبين أن يقسط إليهم بحكم أنهم أهل ذمة وكتاب.

الثاني: ليس كل كافر يجب قتاله أو يباح دمه كما بينت في أصناف أهل الكتاب حتى تكتم حكم الله فيهم وتدلس على الناس.

الثالث: لو درست كتاب واحد من كتب الناسخ والمنسوخ في القرآن لعلمت بطلان قولك ودليلك قال الزهري: " من لم يعلم الناسخ والمنسوخ خلط  في الدين"

ثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحَجَّاج، قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك، قَالَ : ثَنَا مُصْعَب بْن ثَابِت , عَنْ عَامِر بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : قَدِمَتْ قُتَيْلَة بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن سَعْد مِنْ بَنِي مَالِك بْن حِسْل عَلَى اِبْنَتهَا أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر، فَذَكَرَ نَحْوه . وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهَا مِنْ مُشْرِكِي مَكَّة مَنْ لَمْ يُقَاتِل الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُمْ مِنْ دِيَارهمْ، قَالَ : وَنَسَخَ اللَّه ذَلِكَ بَعْد بِالْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب، قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : وَسَأَلْته عَنْ قَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: { لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } الْآيَة، فَقَالَ : هَذَا قَدْ نُسِخَ، نَسَخَهُ الْقِتَال، أُمِرُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ بِالسُّيُوفِ، وَيُجَاهِدُوهُمْ بِهَا، يَضْرِبُونَهُمْ ، وَضَرَبَ اللَّه لَهُمْ أَجَل أَرْبَعَة أَشْهُر، إِمَّا الْمُذَابَحَة وَإِمَّا الْإِسْلَام . حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى، قَالَ : ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَ، عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله {لَا يَنْهَاكُمْ اللَّه } الْآيَة، قَالَ: نَسَخَتْهَا { اُقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} .

هذا والله أعلى وأعلم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/11/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com