هدم منازل المقدسيين.. أن تذبح نفسك


ستعرض مقال لمنظمة هيومن رايتس ووتش الآثار النفسية لأبناء المقدسيين جراء تدمير إسرائيل منازل ذويهم وما خلفته من اكتئاب وقلق وارتفاع "معدل الأفكار الوهمية والوسواسية والذهانية".

ووفق التقرير، فقد أدت عمليات الهدم الإسرائيلية في الرابع من مايو/أيار وحده إلى تشريد 254 فلسطينيا، نصفهم تقريبا أطفال، وحصلت أغلب عمليات الهدم بسبب عدم وجود تصاريح بناء.

وقدرت الأمم المتحدة أن تسعين ألف فلسطيني في القدس الشرقية يسكنون في منازل دون تصاريح، بينما خصصت إسرائيل 35% من أراضي القدس الشرقية لبناء مستوطنات يهودية، وتنص وثائق المخططات البلدية، وفق هيومن رايتس ووتش، على أن الهدف هو ضمان أن يكون الفلسطينيون أقلية في المدينة.

وانطلق المقال من حالة أشرف فواقة الذي أبلغ عبر الهاتف في الرابع من الشهر الجاري وهو مع زوجته إسلام بعيادة طبية لإجراء فحص لمولودتهما ذات الشهر الواحد آية بأن القوات الإسرائيلية تهدم منزله.

ملكية متوارثة
كان أشرف قد بنى المنزل بنفسه قبل ست سنوات على أرض امتلكتها عائلته لأجيال في حي صور باهر في القدس الشرقية، إلا أن أشرف، كالعديد من الفلسطينيين في القدس الشرقية، لم يتمكن من الحصول على تصريح لبناء منزله، حيث لم تخصص إسرائيل سوى 12% من مساحة الأرض لبناء المساكن الفلسطينية، والمنطقة المخصصة للبناء أصبحت مكتظة.

قال أشرف إنه دفع ستين ألف شيكل (17 ألف دولار) غرامات في 2011 بسبب بناء منزله دون تصريح، وعندما تلقى أمر الهدم للسبب نفسه بداية 2017 دفع غرامة قدرها 25 ألف شيكل (7000 دولار) لتأجيل العملية لكي يكون لعائلته منزل عندما تلد إسلام.

انتهت المدة في الرابع من مايو/أيار، ووجد قاض في محكمة تابعة لمنطقة القدس في جلسة طارئة أن مدة "تجميد" أمر الهدم قد انتهت، ولم يكن من الممكن تمديدها، وقد انتهت عملية الهدم ظهر اليوم نفسه.

وبمقتضى القانون الإسرائيلي، يتعين على أشرف دفع غرامة وتغطية تكلفة هدم منزله، وهو يقدّر أن يكون المبلغ في حدود 150 ألف شيكل (42 ألف دولار).

وهنا يستدرك المقال بتساؤل: لكن ما التكلفة بالنسبة لآية وأخواتها صبا (4 سنوات) وريماس (7 سنوات) ورتاج (9 سنوات)؟

ويخلص إلى أن عواقب الصحة النفسية الناجمة عن هدم المنازل للأطفال الفلسطينيين تشمل، وفقا لإحدى الدراسات، "الآلام الجسدية، الاكتئاب والقلق، وارتفاع معدل الأفكار الوهمية والوسواسية والذهانية".

وقال أشرف لهيومن رايتس ووتش في الأسبوع الماضي، بنبرة الوالد الذي يأتيه مولود جديد "إسلام والطفلة على ما يرام. كان الأمر صعبا علينا جميعا"، وقد صارت بناته الأكبر سنا يعدن من المدرسة إلى خيمة بجانب أنقاض منزلهن



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/05/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com