ترمب يسعى لتهدئة عاصفة سياسية أعقبت عزل كومي


سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى استيعاب  العاصفة التي أعقبت إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آيجيمس كومي، ورفض طلب الديمقراطيين تسمية مدعٍ عام خاص للتحقيق في احتمال تدخل روسي في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وفي رد على سؤال بمكتبه في البيت الأبيض، اكتفى ترمب بالرد باقتضاب على موضوع إقالة كومي بقوله "لم يكن يقوم بعمل جيد. الأمر بسيط، لم يكن يقوم بعمل جيد".

وقد أقال ترمب أمس كومي من منصبه، قائلا إنه لم يعد قادرا على إدارة المكتب بفاعلية، في خطوة مفاجئة سارع الديمقراطيون إلى التنديد بها، ووصفوها بالصادمة.

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن غضب ترمب من كومي يتراكم منذ شهور، لكن نقطة التحول كانت بسبب رفض الأخير إطلاع كبار مساعدي الرئيس على شهادته قبل الإدلاء بها أمام مجلس الشيوخ يوم 3 مايو/أيار عن قضية رسائل كلينتون الإلكترونية ما اعتبره ترمب ومساعدوه عملا من أعمال العصيان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إن ترمب يدرس عزل كومي "منذ يوم انتخابه" في نوفمبر/تشرين الثاني. وأشارت إلى ما وصفتها بأنها "فظائع للتحايل على سلسلة القيادة" بوزارة العدل

سعي لموارد إضافية
إضافة إلى ذلك، قال مصدر بالكونغرس إن كومي أبلغ مشرعين قبل أيام من قرار ترمب عزله بأنه سعى لمزيد من الموارد للتحقيق الذي يجريه المكتب في تواطؤ محتمل بين حملة ترمب وروسيا للتأثير على انتخابات الرئاسة عام 20166.

وقالت ديان فينستاين أكبر أعضاء الحزب الديمقراطي باللجنة القضائية في مجلس الشيوخ للصحفيين  إنها فهمت أن كومي كان يسعى لمزيد من الموارد لتحقيق "أف بي آي".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الأربعاء أن كومي طالب الأسبوع الماضي وزارة العدل بتأمين وسائل إضافية له لتعزيز التحقيق الذي يقوم به مكتب التحقيقات الفدرالي.

وخلصت أجهزة المخابرات الأميركية بتقرير في يناير/كانون الثاني إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر ببذل جهود للتأثير على انتخابات 20166 شملت التسلل إلى البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريب محتوياته بهدف مساعدة ترمب، وقد نفت موسكو القيام بتدخل من هذا النوع. وتنفي إدارة ترمب المزاعم  بالتواطؤ مع روسيا.

ورغم أن كثيرا من الديمقراطيين انتقدوا إدارة كومي بسبب التحقيق في رسائل كلينتون، فقد عبروا عن قلقهم من توقيت عزله في وقت كان ترمب بوسعه أن يتحرك بعد توليه منصبه بقليل يوم 20 يناير/كانون الثاني بالإضافة لتوجيهه انتقادات متكررة لتحقيقات "أف بي آي" والكونغرس في دور موسكو بالانتخابات

لا ضرورة
وفي هذا السياق، رفض البيت الأبيض تسمية نائب عام خاص للتحقيق في علاقات يحتمل أنها قامت بين مقربين من ترمب وموسكو، ورأى أنها "ليست ضرورية" وذلك بعد طلب المعارضة الديمقراطية بتسمية نائب عام خاص يتمتع باستقلالية عن السلطة أكثر من النواب العامين الحاليين، للإشراف على التحقيق في التدخل الروسي المحتمل.

وقالت المتحدثة باسم الرئيس "لا نعتقد أن ذلك سيكون ضروريا". وأضافت "لا يوجد أي دليل على علاقة بين حملة ترمب وروسيا، ونود أن نكون قادرين على التقدم والتركيز على الأمور التي تثير بالفعل اهتمام الناس".

وقد احتج مئات الأشخاص أمام البيت الأبيض الأربعاء على إقالة كومي، وربطوا بينها وبين التحقيق في علاقات إدارة ترمب بروسيا، وقال أكثر من مشارك بالمظاهرة إنهم يريدون الآن أن يتولى التحقيق محقق مستقل



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/05/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com