دعوات لوقف كل أشكال العنف ضد الإنسانية


دعا مثقفون مغاربة وعرب في الرباط إلى وقف العنف في المنطقة العربية وفي العالم، وركزوا اهتمامهم على العنف المبني على الأيديولوجيا الدينية والسياسية.

وأشاروا إلى أن أغلب أشكال العنف في العالم العربي قائم على أساس ديني أو ما سموه "العنف المقدس" بالرغم من تسامح الدين.

وقال المفكر العراقي عبد الله إبراهيم الذي أعطى مثالا بـ العراق في مداخلته "العنف قائم إما بحثا عن الإشهار أو دفاعا عن التهميش والإقصاء".

وأضاف -على هامش ندوة تنظمها مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" المغربية المستقلة أمس واليوم الأحد بالرباط- أنه لم يسبق في أي فترة من فترات القرن العشرين وبداية القرن الحالي أن "احتفي فيها بزعماء العنف في العراق كما في هذه الفترة". وقال إن العنف في بلاده عبارة عن "كرنفال يحتفى فيه بالقتلة والمقتولين، وهذا أمر خطير".

أما مصطفى العارف أستاذ الفلسفة بجامعة ظهر المهراز في فاس المغربية، فقد ركز على "العنف من أجل العنف" أو ما يسميه الفلاسفة "العنف الجذري أو المطلق" أي أنه "عصي على التصنيف لا سياسيا ولا قانونيا... وهو ما يطلق عليه القانون الدولي ".

وأشار إلى عدد من المذابح والإبادات الجماعية التي عرفها العالم بالقرن العشرين كمذابح الإسرائيليين ضد الفلسطينيين ومذابح الهوتو في رواندا ضد التوتسي.. فهو عنف لا يمكن إخضاعه للقانون الجنائي لأن تطبيق العقاب فيه يصبح تافها غير ذي معنى.

وعاد العارف إلى تجربة المغرب في طي ماضي انتهاكات حقوق الإنسان بالفترة من 1956 إلى 1999 فيما يعرف بجلسات الاستماع العمومية لهيئة الإنصاف والمصالحة، وكذلك تجربة الحقيقة والإنصاف في جنوب أفريقيا. وقال إن الصفح هنا "غريب لأنه متوافق عليه بين الجلاد والضحية".

وأضاف: كيف يمكن للصفح أن يتم في إطار غياب الجانب السيكولوجي لأن "الوحيد المخول له الصفح هنا هو الضحية لكنه مات، وبالتالي يصبح صعبا جدا". وخلص إلى أن هذه التجارب التي تدور في دائرة الصفح تكاد تلامس العصي أو المستحيل



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/05/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com