الحمد لله حمد الشاكرين بجميع محامده كلها، وعلى جميع نعمائه كلها،
ومن أكبر هذه النعم نعمة الإسلام وإتباع النبي العدنان صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه وسلم والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعــــد
مقدمة
من المصائب الَّتي بليت بها هذه الأمَّة، فأزالت عنها النِّعمة، وجلبت لها النِّقمة، تشبُّه كثير من أبنائها بأعدائها من اليهود والنَّصارى، وشمل هذا التَّشبُّه جميع المجالات: في العادات والعبادات، والسُّلوك والأخلاق والمعاملات، ومن أخصِّ مظاهر التَّشبُّه مشاركتهم في أعيادهم، ومشابهتم في مواسمهم
أول من احتفل بشم النسيم
ترجح المصادر التاريخية بأن أول من بدأ الإحتفال بهذا العيد هم الفراعنة رسمياً عام 2700 ق.م أي في أواخرالأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هليوبولس ومدينة "أون" وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.وتعود المصري القديم أن يبدأ صباح هذا اليوم - كما جاء فى البرديات القديمة - إهداء زوجته زهرة من اللوتس، وكانت مظاهر الاحتفال كما وردت فى اكثر من بردية من برديات العقيدة الفرعونية تبدأ بليلة الرؤية عند سفح الهرم الأكبر حيث يجتمع الناس في الساعة السادسة مساء فى احتفال رسمي أمام الواجهة الشمالية للهرم حيث يظهر قرص الشمس قبل الغروب خلال دقائق معدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم . "ووفق معتقدات الفراعنة التي نقلتهاالبردية " تظهر معجزة الرؤية عندما يشطر ضوء الشمس واجهة الهرم الأكبر إلى شطرين إيذانا بموعد عيد الخلق وبداية العام الجديد حيث يقوم الإله رع بالمرور في سماء مصر في سفينته المقدسة وبقرصه المجنح ثم يرسو فوق قمة الهرم الأكبر .. ثم يصعد إلى السفينة مرة أخرى وقت الغروب لتكمل مسيرتها فيصطبغ الأفق باللون الأحمر رمزا لدماء الحياة التي يبثها الإله من أنفاسه إلى الأرض ليبعث الحياة في مخلوقاتها وكائناتها من جديد.
المأكولات في شم النسيم
إعتاد الناس للخروج في هذا اليوم إلى الحدائق العامة ومعهم أنواع معينه من الأكل مثل ( البيض الملون ـ والسمك المملح ـ والبصل ـ والخس ـ الحمص الأخضر ) وهذه الأنواع لها إرتباط عقائدي عند الفراعنة قديماً على التفصيل .
البيض الملون:
يرمز البيض إلى خلق الحياة من الجماد، وكان الفراعنة يعتقدون أن العالم في الأصل بيضة كبيرة الحجم ثم انقسمت جزءين..السماء في نصفها العلوي و"الأرض" في السفلي..لذا اعتبروها أصل الحياة ورمز استمراريتها.وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله"بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة - وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد. وكانوا ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة، ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركونه فى شرفات المنازل.هوأيضا رمز عيد الفصح ( عيد اليهود ) الذى يتزامن مع شم النسيم
بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، وكان ذلك يعني الخير والرزق والملح يقى من الميكروبات وسبب اعتبار السمك المملح من الأكلات الفرعونية يرجع إلى أنهم كانوا يمتنعون عن أكله في الشتاء ويحفظونه بطريقة التمليح لقتل الميكروبات الموجودة فيه ثم يخزن داخل أبراش بين طبقات من الملح لا يفتحونها إلا في الصيف.
ورد فى إحدى برديات أساطير منف القديمة - بأحد ملوك الفراعنة الذي كان له
طفل وحيد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة لعدة سنوات وعجز الأطباء والكهنة
في معبد منف عن علاجه. ولجأ الفرعون إلى الكاهن الاكبر لمعبد "اون" معبد اله الشمس ، وفق البردية الفرعونية، والذى أرجع سبب مرض الابن الى سيطرة الأرواح الشريرة عليه وأمر بوضع ثمرة ناضجة من البصل تحت رأس الأمير بعد ان قرأ عليها بعض التعاويذ ..كما علق على السرير وأبواب الغرف بالقصر أعواد البصل الاخضر لطرد الارواح الشريرة، وعند شروق الشمس قام بشق ثمرة البصل ووضع عصيرها فى أنف الأمير الذى شفى تدريجيا من مرضه..ومنذ ذلك الوقت اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد.
وقال تعالى: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون) الجاثية:18
فأخبرسبحانه أنَّه جعل محمَّدًا صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها له، وأمرهباتِّباعها، ونهاه عن اتِّباع أهواء الَّذين لا يعلمون، وقد دخل في ذلك كلُّ منخالف شريعته من اليهود والنَّصارى وغيرهم، وأهواؤهم: هو ما يهوونه؛ ومتابعتهم فيما يختصُّون به من دينهم وأعيادهم، اتِّباع لأهوائهم .
الجزء الثاني:
http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=17061