أوربا في اختيار أقصى اليمين


لم يحسم الاستحقاق الانتخابي في هولندا القراءة بشأن موقع الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وهل هي في تراجع أم صعود؟ وهل الرأي العام الأوروبي يمكن أن يتجه إلى أقصى اليمين، ويمنح مزيدا من الأصوات والمواقع للتيارات اليمينية الشعبوية خلال الاستحقاقات الانتخابية؟

وخلّف فشل حزب من أجل الحرية الهولندي وزعيمه خيرت فيلدرز في اختبار الوصول إلى السلطة أمام مرشح يمين الوسط مارك روته بالانتخابات التشريعية، ارتياحا بالعواصم الأوروبية التي تخشى صعودا لليمين الشعبوي، لكن فيلدرز عزز موقعه في البرلمان بخمسة مقاعدة إضافية حاصدا عشرين مقعدا.

وتنتظر فرنسا بدورها في أبريل/نيسان الجاري موعدا انتخابيا مهما بالنسبة لليمين، حيث ترجّح نتائج الاستطلاعات وصول زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان إلى المرحلة الثانية من سباق الإليزيه. وتجعل الأجواء الانتخابية الملبدة بفضائح الفساد -التي شملت لوبان نفسها- فوزها بالرئاسة ممكنا رغم صعوبته

وفي سبتمبر/أيلول القادم تدخل ألمانيا استحقاقا انتخابيا مهما، حيث يسعى الحزب المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" -الذي تأسس عام 2013- إلى الوصول إلى البوندستاغ لأول مرة، بعد أن حقق نجاحا كبيرا في انتخابات المحليات، مستفيدا من مناخ سياسي واجتماعي كرسته أزمة اللاجئين والهجمات في ألمانيا، وهو ينافس في شعبويته حزب ألمانيا القومي الديمقراطي.

وتبقى البلدان الأوروبية الأخرى -بدرجات متفاوتة- في الاختبار المقلق لليمين الشعبوي، الذي استمد بعض أسباب وجوده من ركود سياسي، وتراجع لدور الأحزاب التقليدية وقيم التعايش المشترك، وتنامي العنصرية والأزمات الاقتصادية، وضرب دولة الرفاه، إلى جانب الأزمات الدولية.

الجزيرة نت تفتح ملف اليمين المتطرف في أوروبا، وتعرض أبرز تياراته وأحزابه، وأوزانها في مجالس النواب المحلية وفي البرلمان الأوروبي، من خلال خرائط ورسوم بيانية، كما تتناول عبر تحليلات ومقالات وتقارير أسباب صعود هذه الأحزاب وبرامجها ومستقبلها السياسي.

دعم موسكو للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا (أيديولوجياً ومادياً وإعلامياً) من شأنه تقوية شوكة النزعات الشعبوية والقومية التي تشاطر روسيا العداء للقيم الليبرالية الغربية والاتحاد الأوروبي، في وقت يقف فيه الاتحاد أمام تحديات صعبة ولا تبدو مجتمعات دوله محصنة بما فيه الكفاية ضد الخطاب الإعلامي الشعبوي المدعوم روسياً.فقد قال مدير المخابرات الداخلية الألمانية إن "ترويج قصة عن اختطاف لاجئين لامرأة روسية واغتصابها في برلين العام الماضي، كان مثالاً على أسلوب روسيا في التأثير على الرأي العام"، وهو ما خلق حالة هستيرية بقيت ذيولها قائمة رغم افتضاح تلفيق القصة



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/04/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com