صحيفة: هجوم مسجد كيبيك دليل على انقسام كندا


علقت ديلي تلغراف على الهجوم المسلح على مسجد بمدينة كيبيك الكندية بأن الأمر قد يبدو صدمة للكثيرين إذ كيف تتعرض كندا، إحدى الدول الغربية القليلة التي ترحب بقبول آلاف اللاجئين السوريين،  لمثل هذا الهجوم الإرهابي؟ ومع ذلك اعتبرت الصحيفة الهجوم دليلا على أن كندا دولة منقسمة كبقية العالم الغربي وفقا لحقيقتين.

الأولى هي أن كندا، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول أوروبا الغربية، مجتمع منقسم وخطوط هذا الصدع تمتد على طول الانقسامات القديمة للمحافظين

والحقيقة الثانية هي أن كيبيك، الطفل المزعج للاتحاد الكندي، لديها صراعاتها الثقافية الداخلية الخاصة بها. فالمقاطعة موطن لواحدة من أكبر مدن العالم التي تتحدث بلغتين على شاكلة مدينة مونتريال -أهم مدنها- المتعددة الثقافات، لكن عاصمتها مدينة كيبيك تصل نسبة الذين يتحدثون الفرنسية فيها إلى 95%، و90% منهم كاثوليك.

والانقسامات المنتشرة داخل كندا أكثر وضوحا وتعقيدا في كيبيك، وكبقية البلد تحتاج إلى مهاجرين، لكن هاجس الحفاظ على "هويتها الثقافية الفريدة" يجعلها تضع شروطا شاقة متعلقة باللغة للمهاجرين، وكثيرا ما تتكرر الدعوات لخفض العدد الإجمالي المسموح به، حيث يطالب ائتلاف أفينير كيبيك، حزب يمين وسط مبتدئ، بخفض 20% في مستويات الهجرة.

وختمت الصحيفة بأن أولئك الذين يؤمنون بالنموذج الكندي لليبرالية يمكن أن يأملوا فقط أن تغلب شفقتها وتحديها للمعارضة هذا التحدي الأخير.

ومن جانبها علقت إندبندنت على ما وصفته بالهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجد بمدينة كيبيك بأنه بدا مستحيلا، وأكدت على ضرورة عدم نسيان الحداد على ضحايا الهجوم في خضم الاحتجاجات ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحظر الهجرة.

ونبهت الصحيفة إلى ضرورة قيام السلطات بواجبها لتحديد دوافع الشخص أو الأشخاص الذين نفذوا الهجوم، كما ينبغي النظر فيما إذا كانت سياسة ترمب في التعامل مع المهاجرين في الشرق الأوسط لعبت أي دور على الإطلاق، وألا تُنسى أرواح الأشخاص الذين لقوا حتفهم، وألا تلهينا أي تغريدات لترمب عن هذه المأساة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 31/01/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com