الطلاب العرب في الصين.. إبداعات وتحديات


مع ازدياد أعداد الجاليات العربية في الصين كان من  الضروري إنشاء مؤسسات تعليمية تمكن أبناء تلك الجاليات من استكمال تعليمهم.

ونظرا لطبيعة النظام التعليمي المعقد في البلاد وصعوبة اللغة الصينية أقدمت الجاليات العربية على تأسيس مدارس عربية خاصة بها في عدد من المقاطعات والمدن، وبالتحديد مدينة إيوو الواقعة بمقاطعة جيجيانغ شرق الصين، والتي تعتبر مدينة عربية نظرا لكثرة التجار العرب فيها باعتبارها مركز إنتاج السلع الصينية، بالإضافة إلى مدنية غوانغ جو الواقعة في مقاطعة غوانغ دونغ الجنوبية.

وقد دأبت تلك المدارس على إقامة الأنشطة الثقافية والمعارض العلمية الدورية للطلاب بهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم، وكان أحدث تلك الأنشطة المعرض العلمي الثالث الذي نظمته إدارة المدرسة العربية الحديثة (ماس) قبل يومين في مدينة إيوو بحضور أولياء أمور الطلبة وعدد كبير من أبناء الجاليات العربية في المدينة.

شهد المعرض تقديم مشاريع علمية صغيرة اجتهد الطلاب في ابتكارها أثناء العام الدراسي، وكان لافتا في تلك المشاريع الكفاءة العلمية والمستوى الفكري ودرجة الذكاء العالية التي يتمتع بها الطلبة، وقد أبدى الحضور إعجابهم بها، كما أعرب الآباء عن فخرهم بأبنائهم.

زمام المبادرة
ووفقا لمدير المدرسة العربية الحديثة عبد الرحمن مهيوب، فإن فائدة كبيرة انعكست على مستوى الطلاب العلمي والمهاري من خلال تنظيم مثل هذه الأنشطة العلمية والثقافية التي ساهمت في كسر حاجز الخوف لديهم فأصبحوا أكثر جرأة في التعبير عن أنفسهم.وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الهدف من هذه الفعاليات هو مساعدة الطلاب في الخروج من حيز النظرية إلى حيز التجريب، مما من شأنه أن يؤسس لجيل قادر على أن يأخذ بزمام المبادرة في مسيرته العلمية الطويلة داخل وخارج وطنه الأم.من جانبه، قال رئيس مجلس الجاليات العربية في الصين أحمد اليافعي إن تأسيس المدارس العربية جاء من الحاجة الملحة لاستكمال أبناء التجار العرب مسيرتهم التعليمية نظرا لأعداد الجاليات العربية الكبيرة في الصين والتي تتجاوز الخمسين ألفا، حسب تقديره.

شروط وقيود
وأشار اليافعي إلى أن عدد المدارس العربية لا يزال أقل من الحد الذي يمكن أن يستوعب كافة الطلاب العرب، حيث لا يوجد سوى 15 مدرسة عربية في عموم الصين، منوها بأن السلطات الصينية تفرض شروطا وقيودا مشددة على تأسيس المدارس الخاصة، وهي غالبا ما تكون منضوية تحت المظلة الصينية كأن تكون جزءا من مدرسة أخرى تتبع وزارة التربية والتعليم الصينية

 

وأضاف اليافعي في حديثه للجزيرة نت أن مجلس الجاليات العربية يتواصل دائما مع الجهات الرسمية المختصة لحثها على تقديم التسهيلات اللازمة لإنشاء المدارس الخاصة لاستيعاب المزيد من الطلبة، فضلا عن الاحتياجات الأخرى للجاليات العربية، مثل استئجار أرض لدفن الموتى من أبناء العرب نظرا للتكاليف الباهظة التي يتكبدها ذوو المتوفى في نقل جثمانه من الصين إلى وطنه الأم.

وذكر مغترب عربي يقيم في مدينة إيوو أن السلطات الصينية تحظر دفن من يتوفون من الأجانب في المدينة وتفرض على ذويهم إرسال جثامينهم لبلادهم، مما اضطر بعض الجاليات إلى دفن موتاها سرا وتحت جنح الظلام أحيانا. في المقابل، تخصص بعض الدول العربية كاليمن مقابر ومدافن خاصة للعمال  الصينيين.

يشار إلى أن العديد من أبناء الجاليات العربية في الصين ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت أعربوا عن استيائهم من التجاهل وعدم الاكتراث الذي يلقونه من سفاراتهم وبعثاتهم الدبلوماسية والقنصلية بالوقوف إلى جانبهم والدفاع عن حقوقهم أسوة بالسفارات الأجنبية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 21/01/2017
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com