"معهد واشنطن": انسحاب بوتين من سوريا خدعة


كشف معهد واشنطن للدراسات السياسية والاستراتيجية عن أن إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قراره البدء في سحب القوات الروسية من الأراضي السورية لم يكن سوى خدعة.

وأكد المعهد، في تقرير حديث له أن إعلان الانسحاب العسكري الروسي من سوريا في 14 مارس الجاري لم يكن سوى واجهة، "إذ لم يتغير شيء يذكر. فالمنشأة البحرية الروسية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية الروسية تعملان كالمعتاد"، مشيرا إلى قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الممكن تعزيز وجود قواته في غضون ساعات".

وأشار المعهد، نقلا عن الباحثة غاريت كامبل، قولها إنه "من خلال الحفاظ على قدرة منع الدخول ضد الغرب وتركيا، يضمن بوتين عدم بروز محاولة لعكس ميزان القوى على أرض المعركة، أو تخفيف الكارثة الإنسانية المستمرة من جراء وجود روسيا وحلفائها".

وتابع المعهد متسائلا "كيف ينظر الشعب الروسي إلى هذا الموضوع؟ بين ألحان جوقة الكرملين الدعائية، نسمع أصواتا أخرى غير مخدوعة، كتلك الآتية من "صدى موسكفي" - المحطة الإذاعية الليبرالية، على سبيل المثال".

وأضاف المعهد في الورقة التي كتبتها آنا بورشفسكايا أنه "قد أخبر بوتين الشعب الروسي بأن هدف الوجود الروسي في سوريا هو هزيمة تنظيم الدولة، حيث إن سوريا هي مهد الحضارة الروسية".

وأكد معهد واشنطن أن المحلل السياسي أندريه بيونتكوفسكي قال إن هذا التصريح كان عبارة عن "هدف رسمي معلن، ولكن الجميع يدركون أن الهدف الحقيقي هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في التعامل مع المقاومة... والآن هم مسؤولو الكرملين يذرون الرماد في عيون مشاهدي التلفزيون، ويوردون قائمة بالإنجازات الإنسانية التي يحققونها".

ولفت تقرير معهد واشنطن إلى أنه "على مدى الأشهر الستة الماضية، هيمنت سوريا على نشرات الأخبار الروسية. حتى إنها في الواقع حلت محل أوكرانيا".

وأردف التقرير "فكما كتب أنطون أورخ ساخرا من السلطات الروسية، (قبل عام تغير كل شيء. واتضح أن سوريا هي أرضنا المقدسة، وأن مصير بلدنا، وربما مصير العالم أجمع، يتقرر في سوريا على وجه التحديد)، على الرغم من أنه أشار قبل التدخل إلى أن الغالبية العظمى من الروس لن تكون قادرة على العثور في سوريا على الخارطة".

وقال التقرير إنه "بالنسبة إلى بيونتكوفسكي، يشكل إعلان بوتين مؤشرا على الانهيار القادم الذي سيلحق بنظام بوتين. فالإعلان العام عن تغيير المسار الحالي يضر بصورته (بعد أن غرست دعاية [الكرملين] المستمرة في أذهاننا مدى فعالية مقاومتنا للموجة البغيضة ومحاربتنا للإرهابيين على الحدود البعيدة عن العالم الروسي). وفي وقت سابق من هذا الشهر، أي قبل إعلان بوتين عن الانسحاب الجزئي، توقع جودكوف بالمثل تدهور روسيا البطيء في أحسن الأحوال، إن لم تحصل ثورة بكل معنى الكلمة، أو في أسوأ الأحوال، ثورة أو حرب أهلية. ومن شأن سيناريو مماثل أن يضر بروسيا ويؤدي إلى تداعيات خطرة على الأمن الدولي.

وخلص معهد واشنطن إلى "أن نظام بوتين أقل استقرارا مما قد يبدو للعيان، كما أن مستقبل روسيا لا يزال غير مؤكد. وفي الوقت نفسه، يطرح انسحاب بوتين الوهمي مسألة أكثر إلحاحا. فإذا لم تعد سوريا تتصدر الأخبار، ما هي القضية التي سيستخدمها الكرملين لإلهاء الرأي العام؟ هل سيشرع بوتين بمغامرة أخرى؟".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/03/2016
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com