اقتراب نهاية حلم الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين


أكدت دراسات وأبحاث حديثة تصاعد مخاوف اليهود بالكيان الصهيوني في ظل تأزم الأوضاع الأمنية والسياسية وتعاظم دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، مشيرة إلى تنامي الهجرة المعاكسة لهم في الآونة الأخيرة بشكل كبير.

ورجحت الإحصاءات والأبحاث "الإسرائيلية" أن يتزايد التعداد السكاني للعرب إلى درجة تجعل نسبة اليهود أقل من 50% بحلول العام 2020، وذلك إذا استمرت الهجرة المعاكسة لليهود من الأراضي المحتلة.

وكشفت دراسة صادرة عن مركز تراث "بيغن"، عن أن 59% من اليهود في "إسرائيل" توجهوا أو يفكرون بالتوجه إلى سفارات أجنبية للاستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبية، بينما أبدت 78% من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج.

فيما أشارت دراسة أخرى صادرة عن مركز "مدى الكرمل" في حيفا أن هناك 1.5 مليون مستوطن يحملون جوازات سفر أجنبية، إضافة إلى مئة ألف يحملون الجواز الألماني، ونصف مليون يحملون الجواز الأميركي، فضلا عن 250 ألف طلب جنسية معلق في سفارة واشنطن بتل أبيب.

وأبرز الباحث بالمركز جورج كرزم في دراسته "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين" مستقبل الوجود اليهودي في فلسطين التاريخية، والتحديات الديمغرافية والسياسية للمؤسسة "الإسرائيلية"، ومدى قدرتها على الحفاظ على وجود أغلبية يهودية.

وأشار كرزم إلى أن نسبة اليهود في فلسطين ستستمر بالهبوط في الأعوام القادمة إذا ما واصلت معدلات الخصوبة والولادة لدى الفلسطينيين ارتفاعها، وواصلت الهجرة اليهودية المعاكسة بالارتفاع، وشدد على أن الهجرة المعاكسة إشكالية وجودية بالنسبة للكيان الصهيوني لأنها دولة هجرة واستيطان استعماري، بحسب موقع "الجزيرة نت".

وأكد كرزم أن استدامة المشروع الاستيطاني وتكريس الواقع الكولونيالي في الضفة الغربية، وتجزئتها وتحويلها إلى كانتونات في ظل غياب مقومات الدولة الفلسطينية، يأتي لتثبيت الوجود الاستيطاني، بيد أن هجرة اليهود "الإسرائيليين" تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه المشروع الصهيوني في هذه المرحلة وتعيق حملات الجذب واستقدام يهود العالم.

واعتبر كرزم أنه إذا تحول اليهود إلى أقلية في فلسطين التاريخية فهذا مؤشر على أن دولة "إسرائيل" تلامس الحد الديمغرافي الحرج، وإذا ما تواصلت الهجرة المعاكسة واستنزاف الاقتصاد والموارد البشرية فإن ذلك يعني الدخول في مرحلة الخطر الإستراتيجي على الوجود المؤسساتي والبشري لكيان الاحتلال.

بدوره، أشار سعيد سليمان -وهو حاصل على الدكتوراه في الجغرافيا- إلى أنه سعيا من "إسرائيل" للحفاظ على أغلبية يهودية في فلسطين التاريخية، وتحصين المشروع الاستعماري من التحديات الداخلية، عمدت إلى الترسيخ في ذهنية اليهود هواجس التحولات الديمغرافية لفلسطينيي 48، والترويج بأنهم قنبلة موقوتة وخطر إستراتيجي وأمني على مستقبل الكيان الصهيوني.

في نفس السياق، أكد الباحث باستطلاعات الرأي عميد صعابنه الذي أعد بحثا حول الاستيطان "الإسرائيلي" في الضفة والقدس والخصائص الديمغرافية، أن تل أبيب حولت المستوطنات إلى دولة رفاه على حساب الخدمات والميزانيات المخصصة للإسرائيليين داخل الخط الأخضر، وذلك من أجل تثبيت المشروع الاستيطاني.

وتابع صعابنه أنه يقطن اليوم في المستوطنات قرابة 700 ألف مستوطن، ويُتوقع أن يصل تعدادهم بحلول العام 2048 إلى 1.7 مليون.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 08/03/2016
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com