كاتب فرنسي: على باريس أن تكفّ عن "شيطنة" المسلمين


قال الكاتب والصحفي الفرنسي، إدوي بلينيل، إن اليوم في فرنسا، تتمّ شيطنة المسلمين، تماما كما حصل، في القرن الماضي، لليهود والغجر.

وأوضح بلينيل، رئيس موقع "ميديابارت" الفرنسي، أنّه "ينبغي قبول وإدماج المسلمين الذين أصبحوا بمثابة كبش فداء جديدة لفرنسا، في حال أردنا تجنّب الوقوع في مأزق مماثل أدّى إلى إبادة الملايين من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية"، مشيرا إلى أنّه "حين قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ذات يوم، إنّ الإسلام ينتمي لألمانيا، لكم تمنّيت أن أسمع قولا مماثلا من فرنسا".

وأشار الكاتب الفرنسي ، في حديثه في لقاء جمعه بمراسلة الأناضول، بمقرّ المعهد الفرنسي بالعاصمة التونسية، أن ميركل التي تحدّثت في أعقاب الهجمات التي استهدفت فرنسا في 7 و9 يناير/ كانون الثاني الماضي، من قبل "متشدّدين"، وأسفرت عن سقوط 17 ضحية، إنّما "أرسلت بعبارتها تلك إشارة قوية من أجل التعايش السلمي بين مختلف الأديان في ألمانيا"، ويقول الكاتب الفرنسي، في وقت حاولت فيه حركة "بيغيدا" (اختصارا لـ "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب"، وهي حركة سياسية ألمانية متطرفة ضد المسلمين نشأت في مدينة درسدن)، "انتهاز الفرصة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المناهضين للإسلام".

وشدد صاحب كتاب "من أجل المسلمين"، في ذات الصدد، على أنّه "يتعيّن على الفرنسيين أن يدركوا أنه بإمكاننا التعايش مع بعضنا البعض، وليس أحدا منّا دون الآخر، أو ضدّ الآخر، أو غصبا عن الآخر، بل يمكننا فعل ذلك معا"، لافتا إلى أنّه "يمكن للمرء أن يكون فرنسيا ومسلما".

وتابع الكاتب الفرنسي "فـ "الكلمات العنيفة المستخدمة ضدّ المسلمين تؤسّس للامبالاة، وتغرق البلاد في مأزق رهيب، ولذلك، وحتى إن لم نكن ضمن سيناريو الحلّ النهائي، إلا أنّه ينبغي علينا وقف العنف الذي يمتزج بمواقف اللحظة ويعوّد الرأي العام على التمييز"، مشيرا إلى أنّ "هذا الكتاب يدقّ ناقوس الخطر الذي تشكّله الأحكام المسبقة ضدّ مسلمين اعتادوا اللامبالاة والمعاملة غير الانسانية، وحين يحدث ذلك في بلد حقوق الانسان، فهذا حتما أمر لا يغتفر".


وتساءل بلينيل في ذات السياق قائلا: "كيف يمكننا قبول اللامبالاة حيال هذا التمييز، أو بالأحرى كيف يمكن تجاهل قدوم 24 ألف لاجئ سوري في العامين الأخيرين، إذا ما أردكنا أنه إن كانت فرنسا اليوم حرّة، فإن الفضل في ذلك يعود إلى البلدان الأخرى.. إلى الـ 66 % من القوات الاستعمارية التي قاتلت من أجلها"، وهذا ما يجعل فرنسا "مدينة للبلدان التي استعمرتها".

واستدرك الكاتب الفرنسي "لكن، وفي الآن نفسه ينبغي رفض الشعور بأنّ المرء ضحية، لأن ذلك يولّد إحساسا بالاستياء يقود نحو متاهات لا أول لها ولا آخر، ولذا علينا إدماج الشباب قبل أن يجبر على سلك دروب الضياع، ومن أجل أن لا نضيعه أيضا".


وختم حديثه مشدّدا على أنّه "ينبغي أن نتّحد، لأن في ذلك قوتنا، وأنه علينا قبول اختلافاتنا، لأنّ الحركة الجماعية هي وحدها ما يمكنه إنقاذنا، والتعدّدية لا تعني الانقسام، بل هي ميزة"، لافتا إلى أنّ على فرنسا أن تعود إلى "العلمانية الأصلية لعام 1905، حين كانت تستقبل الجميع بغض النظر عن العقيدة، لأنّ الديمقراطية الحية لا تكمن في حكم الأغلبية وإنما في الإهتمام بالأقلية".


 


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/09/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com