سوريا: قوات النظام تواصل قصف الزبداني


تنقسم جبهات دمشق وريفها بين مناطق ساخنة وأخرى محاصرة بشكل كامل، وذلك منذ أكثر من شهر، حيث تتصدر مشهد المناطق الساخنة كل من الزبداني، التي تحولت إلى رمز من الصمود في وجه المشاريع الرامية إلى تغيير التركيبة الديمغرافية، ومدينة داريا التي انتفضت من جديد في معركة "لهيب داريا"، مسببة صدمة حقيقية للنظام، حيث إنها موكلة إلى قوات الحرس الجمهوري، المعروفة بأنها أساس قوات النخبة ضمن القوات النظامية.

وما تزال المعضمية وقدسيا والهامة والتل وغيرها من بلدات ريف دمشق، تعاني من حصار خانق، ما يهدد حياة عشرات آلاف المدنيين، جلهم من النساء والأطفال الهاربين من حمم الحرب.       

وقال الناشط الإعلامي في مدينة الزبداني، الملقب بـ"أبو شوكت"، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك في مدينة الزبداني مفتوحة بين كر وفر"، موضحاً أن "المعارك تتمركز في الحارة الغربية والكازية بشارع بردى. أما من جهة الجبل الشرقي فهناك محاولات من قبل الثوار، لتثبيت مواقعهم على الأرض، خاصة بعد تحرير 3 حواجز تابعة للقوات النظامية".


ولفت إلى أن "الطيران المروحي استهدف، صباح اليوم الجمعة، المدينة بأربعة براميل متفجرة خلال طلعتين، في حين طاول القصف المدفعي والصاروخي مختلف أحياء المدينة، إضافة إلى بلدة مضايا، التي يجمع فيها النظام النازحين من الزبداني، ومعظمهم من النساء والأطفال"، مشيراً إلى أن "مدنياً قتل اليوم في مضايا برصاصة، في وقت قتل أحد المقاتلين المعارضين في المدينة، إضافة إلى إصابة مقاتل آخر خلال عملية السيطرة على أحد حواجز القوات النظامية في الجبل الشرقي".

وكانت الفصائل المسلحة في مدينة الزبداني قد شنت عدة عمليات في الجبل الشرقي الملاصق للمدينة، ما مكنها من السيطرة على حاجزين وتدمير حاجزين بالكامل، إضافة إلى استحواذها على مستودع ذخيرة ودبابتين.

وحول الوضع في بلدة مضايا، قال الناشط الإعلامي إن "نحو 50 ألفا من مدنيي الزبداني يعيشون اليوم في مضايا، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إضافة إلى أهالي مضايا، في ظل ظروف إنسانية غاية في السوء، في ظل منع القوات النظامية دخول المواد الغذائية، بما فيها حليب الأطفال والمواد الطبية إلى المدينة، ومنع الحالات الإنسانية من الخروج منها، ما يعرض حياة جزء كبير منهم للخطر".

ولفت إلى أن "قوات النظام تسمح فقط لأهالي الزبداني المرحّلين من بلودان بالدخول إلى مضايا، لكنها تمنعهم من إدخال أي شيء".

وعلى جبهة داريا، أوضح عضو المجلس المحلي في داريا، عبدالحميد الديراني، لـ"العربي الجديد"، أن "الفصائل المسلحة المعارضة ما تزال تحافظ على جميع النقاط التي سيطرت عليها في الجهة الغربية بحي الجمعيات، في حين تواصل القوات النظامية استهداف مناطق المدنيين داخل المدينة بالبراميل المتفجرة، في محاولة للضغط على الفصائل للتراجع".

وأشار إلى أن "الفصائل سيطرت على كتلة من الأبنية السكنية مكونة من سبعة طوابق، ما يمكنهم من رصد مسافة ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى مطار المزة"، مبيناً أن "المقاتلين يمتنعون عن التمركز في المنازل العربية بالمنطقة لأنها مكشوفة، في حين تطاولها نيران المقاتلين".

وتتواصل على جبهة إدارة المركبات في مدينة حرستا بريف دمشق الاشتباكات بين الفصائل المسلحة المعارضة والقوات النظامية، في وقت استهدف فيه الطيران المروحي مدينة عربين بعدة براميل متفجرة.   



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 21/08/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com