تصاعد حدة الاتهامات بين الصين وأمريكا بسبب الجواسيس


وجهت الإدارة الأمريكية تحذيرا لبكين بشأن تواجد عملاء للحكومة الصينية ينشطون سرا فى الولايات المتحدة للضغط على مغتربين بارزين – البعض منهم مطلوب فى الصين على خلفية اتهامات بالفساد – للعودة إلى أرض الوطن بشكل فوري، وذلك حسب ما كشفه مسئولون أمريكيون. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية – فى سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين على موقعها الإلكترونى – أن عملاء تطبيق القانون الصينيين هم جزء من حملة عالمية لبكين لتعقب وإعادة الهاربين الصينيين إلى وطنهم وفى بعض الحالات يجنون – بحسب مزاعم- مكاسب بطريقة غير شرعية. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الصينية أطلقت على هذا الجهد رسميا "عملية صيد الذئاب". وبحسب المسئولين الأمريكيين، الذين تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، فإن العملاء الصينيين هم عملاء سريون يعملون مع وزارة الأمن العام المسئولة عن تطبيق القانون فى الصين والمنوط بها تنفيذ هذه العملية. ولفتت الصحيفة إلى أن الحملة، التى تعد عنصرا رئيسيا من معركة الرئيس الصينى شى جين بينغ ضد الفساد، أثبتت أنها تحظى بشعبية لدى عامة الصينيين حيث أنه منذ عام 2014، عاد أكثر من 930 مشتبها من بينهم أكثر من 70 شخصا ممن عادوا هذا العام طواعية بحسب وزارة الأمن العام. ونقلت الصحيفة عن المسئولين الأمريكيين قولهم إن العملاء الصينيين يستخدمون أساليب ترهيب زادت فى الفترة الأخيرة لإجبار الهاربين على العودة، ومن بينها تهديدات ضد أفراد أسرهم فى الصين. واعترف مسئول أمريكى بأن العملاء الصينيين يحاولون تعقب لينغ وان شينغ، أحد رجال الأعمال الأثرياء ذوى الصلة بالسياسة الذين هربوا العام الماضى إلى الولايات المتحدة. ووفقا للصحيفة فإنه فى حالة سعى رجل الأعمال الصينى للجوء فإنه يمكن أن يصبح أحد أكثر المنشقين الأكثر ضررا فى تاريخ جمهورية الصين الشعبية. وأوضحت الصحيفة أن الصين والولايات المتحدة لا يوجد اتفاقية تسليم بينهما..مضيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" لديها كادر من الجواسيس فى الصين تماما مثلما لطالما نشرت الصين عملائها الاستخباراتيين فى الولايات المتحدة لسرقة الأسرار السياسية والاقتصادية والعسكرية والصناعية. وأشارت الصحيفة إلى أن التحذير الأمريكى الذى تلقاه المسئولون الصينيون فى الأسابيع الأخيرة وطالب بوقف هذه الأنشطة يعكس الغضب المتصاعد فى واشنطن بشأن أساليب التخويف التى يستخدمها العملاء. وقال الصحيفة إن التحذير يأتى فى وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وبكين بشأن عدد من القضايا كسرقة ملايين من الملفات الخاصة بأفراد حكوميين من الحواسب الآلية وهو ما يشتبه المسئولون الأمريكيون بأنه عمل قامت به الصين، وكذلك حملة الصين على الحريات المدنية، إضافة إلى تخفيض قيمة العملة الصينية. ورأت الصحيفة أن تلك التوترات يتوقع لها أن تعقد الزيارة الرسمية للرئيس الصينى إلى واشنطن الشهر الشهر القادم



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/08/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com