باحث: إيران تجوع شعبها لدعم أذرعها بالمنطقة وسنتها مضطهدون


كشف قاسم دراني، المتخصص في الشؤون الإيرانية مدير عام قناة البيان الفارسية في لندن: إن "ما نراه الآن هو ثمار لغرس عمل على رعايته وتنميته النظام الإيراني منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتعهد هذا الغرس بالمتابعة والعمل الدؤوب حتى وصلنا إلى اللحظة الراهنة، التي ترزح فيها عواصم العباسيين والأمويين ويمان الحكمة تحت تأثير إيران المباشر".

وتطرق دراني في ورقته البحثية التي عرضها، الخميس، في مؤتمر "توجهات الخليج الاستراتيجية بعد عاصفة الحزم"، الذي يقيمه "الخليج أونلاين" في إسطنبول التركية، الذي بدأ الأربعاء، إلى الحرب الإعلامية، واصفاً إياها بأنها "لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية وما يرافقها من تدمير وربما اجتياح"، مشيراً إلى أن إيران عرفت "أهمية الإعلام منذ انتصار الثورة في 1979 ووظفته بشكل ذكي، حيث جنت ثماراً تحسد عليها".

ولفت مدير عام قناة البيان، في ورقته البحثية المعنونة "نظرة في شؤون إيران الداخلية قبل عاصفة الحزم وبعدها"، إلى "مدى حرص النظام الإيراني على مد نفوذه في العالم العربي والإسلامي عموماً، وتصدير ثورته ذات الطابع المذهبي الطائفي إلى المنطقة برمتها عموماً، وإلى دول الجوار الإيراني على وجه الخصوص"، مؤكداً أن إيران أنفقت "مليارات الدولارات لشراء الذمم وترسيخ نفوذها في المنطقة العربية والإسلامية، لا سيما في دول الجوار الإيراني".

ونبه إلى خطورة تدخل النظام الإيراني بشؤون دول إسلامية، منها دعم إيران للشيعة في باكستان "حتى وصلت إلى تشكيل حزب عسكري قوي تحت اسم حزب الله الباكستاني"، مشيراً كذلك إلى التدخل بالشأن اللبناني وإنشاء "دولة داخل دولة وجيش عرمرم تفوق قوته القتالية جيش الدولة الرسمي في لبنان"، أما في اليمن فيقول دراني إن إيران "سلحت الحوثيين ودربتهم فكرياً وسياسياً وعسكرياً، وأعدتهم وأهلتهم لقيادة البلاد"، كما أن إيران "أوصلت الموالين لها في العراق إلى سدة الحكم"

وتابع "أغدقت إيران على هؤلاء جميعاً وغيرهم من مشاريعها الصغرى، وأعدتهم ليوم تدعوهم فيه فيلبوا، لكنها في المقابل جوعت شعبها حتى صار ابن الشعب العادي يتمنى لو كان عراقياً أو لبنانياً أو بحرينياً، أو حتى أفريقياً؛ كي يتمتع ببعض من حقه المشروع الذي يحرمه النظام الإيراني منه قسراً، وينفقه على مشاريعه التوسعية".

دراني عرجَ في ورقته إلى الداخل الإيراني، والعلاقة بين أطياف الشعب فيه، لافتاً إلى أنه "لا توجد أية مشكلة شعبية في إيران بين عموم الشيعة وعموم أهل السنة، لكن المشكلة كلها تكمن بين الشعب الإيراني الأعزل عموماً وأهل السنة على وجه الخصوص، وبين النظام الصفوي التكفيري الذي يجثم على صدورنا بالحديد والنار منذ أكثر من ثلاثة عقود".

وكشف أن ما أسماها بـ"العقليات التكفيرية الصفوية لا تستطيع العيش ولا تتمكن من السيطرة إلا في ظلمات بعضها فوق بعض، وترى حياتها في اقتتال الشعوب داخلياً وخارجياً، وموتها في سلم الشعوب"، مستطرداً بالقول: "أما عن أحوال أهل السنة في ظل أعتى الديكتاتوريات التي شهدها تاريخنا المعاصر باسم الإسلام والقرآن وأهل البيت، فأقول وبكل صراحة بأن أهل السنة في إيران من بداية هذه الثورة التي بنيت دعائمها على الظلم والإجحاف، كانوا ولم يزالوا محرومين من أبسط حقوق المواطنة".


وبين دراني أن "الشعب الإيراني مظلوم بجميع أطيافه شيعة وسنة، لكن الظلم الواقع على أهل السنة أضعاف الظلم الذي وقع على إخواننا الشيعة، أو باقي أطياف المجتمع الإيراني. فأهل السنة ظلموا ضعفين؛ مرة لأجل العقيدة من قبل الصفويين، ومرة لأنهم أقلية قومية، ومرة لأجل مواقفهم السياسية".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/06/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com