صحيفة بريطانية : تنظيم داعش "يصعد" والقاعدة "تتمزق"


قالت صحيفة الجارديان البريطانية الصادرة الخميس: إن "تنظيم "داعش" بات يتفوق على تنظيم القاعدة، حيث صار صعود نجم تنظيم "الدولة" يمثل تحدياً كبيراً أمام القاعدة وبقائها فاعلة".

ونقلت الغارديان عن اثنين من أبرز منظري تنظيم القاعدة؛ وهما أبو قتادة الواعظ الأردني، الذي رحل من بريطانيا إلى عَمان عام 2013، وأيضاً أبو محمد المقدسي أحد منظري التيار السلفي الجهادي، قولهما إن تنظيم القاعدة يعاني من قلة التجنيد، وإنه يعتمد على الاستغاثة لضم مقاتلين جدد، إذ صار الجميع يلتحق بتنظيم "الدولة" على حساب القاعدة.

ويرى أبو قتادة والمقدسي أن الظواهري بات معزولاً، ولم يعد هناك هيكل تنظمي للقاعدة، فضلاً عن عدم وجود قنوات اتصال بين فروع "التنظيم".

أبو قتادة يرى أن "تنظيم "الدولة" كسب الحرب الدعائية ضد القاعدة"، مشيراً إلى أنه ينتقد تنظيم "الدولة" ويراه تنظيماً متطرفاً ويشبهه بالسرطان الذي بدأ يتمدد داخل الحركة الجهادية، فهو تنظيم "لا يحترم أي أحد" وفق قوله.

وأضافت الصحيفة أن تنظيم "الدولة"، بدوره، وصف القاعدة في العدد السادس من مجلته "دابق" التي تصدر باللغة الإنجليزية بأنه "كيان غارق"، مؤكداً أنه لن يتسامح مع أية جماعة جهادية تعمل في المنطقة التي يوجد بها "التنظيم"، وبعد ذلك نشر تنظيم "الدولة" بياناً عن قطع رؤوس 10 من مقاتلي طالبان أفغانستان، في حين ألقى القاعدة في ليبيا اللوم على تنظيم "الدولة الإسلامية" عقب مقتل أحد قادته.

ديريك هارفي، محلل الاستخبارات السابق قال للغارديان: "إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت بطيئة في فهم الآثار المترتبة على تراجع تنظيم القاعدة، وعدم القدرة على فهم طبيعة التنظيم داخل العراق".

وتابعت الصحيفة: "تقدم تنظيم "الدولة" دفع القاعدة إلى أن تكون على هامش حركة الجهاد العالمي، رغم أن بعض المحللين في شؤون الجماعات الجهادية ما يزالون يعتبرون العداوة بين القاعدة وتنظيم "الدولة" هي "مشاجرة داخلية"".

الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في تصريح لافت له في مارس/آذار الماضي، قال إن تنظيم "الدولة" هو " ثمرة مباشرة لتنظيم القاعدة في العراق".

كبار المسؤولين الأمريكيين ما يزالون يعتقدون أن تنظيم "الدولة" هو القاعدة، وهو أمر لا يبدو أنه صحيح وهو مضلل، كما يقول هارفي، الذي يرى أن "تنظيم "الدولة" مختلف وهو يستند إلى مهارات وقدرات تنظيمية وأهداف أكثر بكثير من تلك التي يعتمدها تنظيم القاعدة".

ويجد هارفي أن الخلط بين التنظيميين بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين له فوائد سياسية وقانونية، خاصة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما؛ فلقد أطلق حملة عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل عشرة أشهر دون موافقة الكونغرس، معتبراً أن هذا لا يحتاج إلى قانون؛ لكون القانون الذي يقتضي محاربة القاعدة موجود أصلاً، عندما صدر قانون لمحاربة القاعدة بين عامي 2001 و 2002.


وفي الوقت ذاته فإن الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال تستهدف تنظيم القاعدة، فقد شنت 11 غارة جوية هذا العام على قاعدة اليمن، كان آخرها الثلاثاء، بالإضافة إلى 11 أخرى في باكستان.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/06/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com