وزير: بن علي أبلغ الغنوشي رغبته العودة إلى تونس


كشف عضو بالحكومة الائتلافية المؤقتة بتونس، أن الرئيس المخلوع زين العابدين أبلغ رئيس الوزراء محمد الغنوشي بأنه يفكر في العودة إلى البلاد، بعد أقل من أسبوع على الإطاحة بحكمه ومغادرته البلاد تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، التي تفجرت على خلفية انتشار الفساد وتفشي البطالة.
وقال نجيب الشابي -وهو زعيم حزب معارض يتولى الآن منصب وزير التنمية الجهوية في الحكومة الائتلافية- لوكالة "رويترز" إن الحوار بين بن علي والغنوشي جاء خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما بعد أن فر الرئيس المخلوع إلى السعودية الأسبوع الماضي في أعقاب الإطاحة به في انتفاضة شعبية.
وأضاف الشابي في تصريحات عبر الهاتف "آمل أن يصفح محمد الغنوشي عني إذا قلت شيئا لم يقله (في العلن) لكني سأقول شيئا للمرة الأولى"، موضحا أن "رئيس الوزراء تلقى اتصالا هاتفيا من شخص وصف نفسه بأنه الامير أحمد وعندما رد الغنوشي اكتشف أن بن علي على الخط".
وكان الغنوشي تحدث لوسائل الإعلام عن محادثة هاتفية جرت مع بن علي، لكنه لم يكشف عن أية تفاصيل عما دار من نقاش بينهما. وبحسب الشابي فإن بن علي قال خلال تلك المكالمة أنه يفكر في العودة الي تونس، لكن الغنوشي رد عليه قائلا بأن "هذا غير وارد. هذا مستحيل".
وكان بن علي تخلى عن السلطة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، وغادر البلاد مساء الجمعة الماضية مستقلاً طائرته، وسط تضارب الأنباء حول وجهتها، حيث رجحت مصادر وقتها توجهها إلى فرنسا، وتحدث أخرى عن توجهها إلى مالطا، بينما قالت مصادر ثالثة إنها توجهت إلى إيطاليا.
وحطت الطائرة بمطار جدة بالسعودية فجر يوم السبت، بعد ساعات من الغموض حول مصيره، وبعد أن أكدت وسائل إعلامية فرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض استقبال بن علي في الأراضي الفرنسية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن بن علي يقيم حاليا بأحد القصور الملكية في مدينة جدة المطلة على ساحل البحر الأحمر، ومعه أصغر بناته ونجله الصغير وشقيقة قرينته.
ومن المنتظر – بحسب المصادر- أن يبقى الرئيس المخلوع وقرينته بالسعودية حتى الصيف القادم، حيث يعتزم بن علي وقرينته ليلى السفر إلى ابنتهما الكبرى نسرين التي سافرت إلى كندا قبل وصول الثورة الشعبية في تونس إلى ذروتها.
وصرح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن المملكة تستضيف الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي احتراما للأعراف العربية، لكن شرط عدم ممارسته أي نشاط في تونس انطلاقا من المملكة.
وقال في مقابلة مع التلفزيون السعودي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الأربعاء، إن استضافة بن علي هي طبقا لـ "عرف عربي"، مضيفا: "كلنا عرب والمستجير يجار وليس أول مرة المملكة تجير مستجيرا".
لكنه شدد على أنه لا يمكن لاستضافة بن علي "أن تؤدي إلى أي نوع من العمل من أرض المملكة في تونس، فبالتالي هناك شروط لبقاء المستجير، وهناك ضوابط لهذا الشيء"، وقال إنه "لن يسمح بأي عمل كان في هذا الخصوص"، مؤكدا وقوف المملكة "مع الشعب التونسي في بلوغ أهدافه وما يرمي اليه قلبا وقالبا".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/01/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com