الهدنة اليمنية تنتهي دون تمديد وعودة محدودة لضربات التحالف


انتهت الفترة المقررة لهدنة اليمن دون تمديد، وعادت المواجهات وغارات التحالف العربي بوتيرة محدودة مرشحة للتصاعد أو التراجع بعد اختتام مؤتمر الرياض، وأرجع المسؤولون اليمنيون فشل تمديد الهدنة، إلى عدم التزام الحوثيين وحلفائهم في جبهات القتال، وخصوصاً في الجنوب.

وأكد وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين في تصريحات صحافية الاثنين، أن الهدنة انتهت وأن لا وقفَ مرتقباً لإطلاق النار، وكشف أن الضربات الجوية للتحالف سوف تتجنب قصف الموانئ البحرية والجوية والمطارات للسماح بوصول المساعدات، وهو ما يخفف الضغوط المطالبة بتمديد الهدنة الإنسانية.


واقتصر تجدد المواجهات والغارات بشكل رسمي، في اليوم الأول بعد انتهاء الهدنة، على محافظتي عدن وصعدة، حيث شنّ التحالف عدداً من الغارات في عدن مستهدفاً مواقع تابعة للحوثيين والقوات الخاضعة لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين، حيث أكدت مصادر تابعة للحوثيين وأخرى من الجانب السعودي، إطلاق العديد من القذائف من قبل الجانبين.

وحسب الحوثيين، فقد أطلق التحالف والقوات البرية السعودية المنتشرة قرب المناطق الحدودية، مع محافظة صعدة، ما يزيد عن 100 قذيفة مدفعية وصاروخية، خلال الـ24 ساعة الماضية، وكانت المناطق الحدودية ساحة لخروقات تبادل فيها الطرفان الاتهامات
خلال الهدنة، واستحدث الجانب السعودي، حسب الحوثيين، العديد من المواقع العسكرية في جيزان ونجران الحدوديتين مع صعدة وحجة والجوف من الجانب اليمني.

إلى ذلك، حلق طيران التحالف الاستطلاعي والحربي في العديد من المحافظات، أهمها صنعاء وتعز ولحج والحديدة، دون تسجيل غارات جوية. فيما شهدت محافظة ذمار، جنوب صنعاء، مواجهات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية، على إثر إقدام مسلحين حوثيين على اقتحام منزل، رئيس الأركان، المعين حديثاً من الرئيس هادي، اللواء محمد علي المقدشي، حيث فجر الحوثيون منزله، بعد مواجهات مع حراسته مساء الأحد

وانتهت الهدنة التي استمرت خمسة أيام، يوم الأحد، وتخللها وقف محدود لغارات التحالف الأمر الذي سمح خلاله بوصول عدد من شحنات الإغاثة الإنسانية لصنعاء وبعض والمدن، فيما استمرت الاشتباكات والخروقات بصورة يومية في المناطق المشتعلة بالمواجهات بين الحوثيين والمقاومة والشعبية، خصوصاً، عدن وتعز والضالع وشبوة وأبين، وكذلك المناطق الحدودية، وتسببت المواجهات فيها بعرقلة وصول مساعدات.
وحسب مصادر رسمية، فقد وصلت خلال الهدنة العديد من الشحنات والسفن التي تحمل مساعدات ومشتقات نفطية، خمس منها في ميناء الحديدة غربي البلاد، أقرب الموانئ إلى صنعاء، وعدد من الشحنات في حضرموت شرقي البلاد، وسفينة على الأقل في عدن. كما استقبل مطار صنعاء العديد من الشحنات الجوية التي تحمل مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر ومفوضية اللاجئين ومنظمات دولية أخرى.


وتبادلت
الأطراف الاتهامات بخرق الهدنة، حيث أعلن التحالف العربي والمقاومة الشعبية أن الحوثيين واصلوا الخروقات بشكل يومي ولم يلتزموا بالهدنة خصوصاً في عدن وتعز. في المقابل، اتهم الحوثيون في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية التي يسيطرون عليها، عن مصدر عسكري، أن التحالف والمقاومة الشعبية قاموا بـ256 خرقاً خلال فترة الهدنة، شملت القصف بالطيران والقذائف المدفعية والدبابات، في محافظات؛ صعدة وحجة وعدن وشبوة ولحج والضالع ومأرب وتعز والجوف.

إلى ذلك، تصاعد التوتر مجدداً في الحدود اليمنية السعودية في اليوم الأول بعد الهدنة التي استمرت خمسة أيام، حيث أفادت الأنباء أن القوات السعودية قصفت بعشرات القذائف مستهدفة مواقع مفترضة للمسلحين الحوثيين في مناطق حدودية، بعد إطلاقهم قذائف باتجاه أحد المواقع في نجران. 

وحسب مصادر محلية تابعة للحوثيين، فقد شن التحالف ثلاث غارات في مديرية سحار بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، فيما قصفت القوات البرية السعودية بأكثر من 100 قذيفة مدفعية وصاروخية مناطق حدودية بصعدة، وطال القصف كذلك منطقة "حرض" التابعة إدرياً لمحافظة حجة، على الحدود مع جازان.

وفشلت دعوات تمديد الهدنة، بسبب عدم التزام الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حسبما أعلن مسؤولون يمنيون. 

وكان الالتزام خلال الأيام الماضية مقتصراً على غارات التحالف والمدن التي لا تشهد مواجهات مباشرة، بينما بقيت الجبهات المباشرة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية ساحة لمواجهات وقصف من قبل الحوثيين، في العديد من المدن، وخصوصاً عدن وتعز والضالع وشبوة وأبين. وتبادل الطرفان الاتهامات فيها بخرق الهدنة وسقط العشرات بين قتيل وجريح من مختلف الأطراف.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 19/05/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com