أمن غزة يعرض أدلة لـ"تجسس" السلطة على المقاومة


عرضت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، اليوم السبت، تسجيلات صوتية، واعترافات مُصورة، لعناصر من الأجهزة الأمنية السابقة في القطاع، التي تتبع للسلطة الفلسطينية في رام الله، والتي تظهر مسؤولية أمن السلطة عن حوادث أمنية "وتجسسية" مختلفة في غزة. ويظهر في الفيديو الأول، اعتراف ثلاثة أشخاص بالقيام بحرق سيارات بناءً على تعليمات من مسؤول أمني كبير في الضفة الغربية. واعترف إبراهيم المدهون، وعاهد أبو قمر، وإبراهيم عبد العال، بتلقي وعود من مستشار رئيس جهاز المخابرات للمحافظات الجنوبية سامي نسمان، بتثبيت رواتبهم وزيادتها، مقابل عمل "كركعة" (أحداث) في القطاع، وإحراق سيارات. وإلى جانب ذلك، بثت مكالمات صوتية بين مسؤولين أمنيين في رام الله، وموظفيهم في قطاع غزة، يطالبون فيها بالتجسس على حركة "الجهاد الإسلامي" وهيكليتها العسكرية، إلى جانب العمل على كشف أماكن إخفاء "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "المقاومة "اتّهم البزم الأجهزة الأمنية في رام الله بخلق عداء لغزة مع دول الجوار منها مصر" الإسلامية" (حماس) صواريخها، وتقديم خرائط للسلطة عن أماكن منصات الصواريخ. وتبينّ بعد ذلك، أنّ هذه الخرائط سُلمت لإسرائيل، وقام الطيران الحربي الإسرائيلي في العدوان الأخير على القطاع باستهداف هذه المناطق، وأدت إحدى الغارات والمتابعات لاستشهاد أحد عناصر "كتائب القسام"، كان قد تكلف "عميل" لأمن السلطة بمتابعته ومراقبته. وطُلب من شخص آخر، متابعة مهرجان لحركة "الجهاد"، وتصوير أي صواريخ أو أسلحة جديدة يتم عرضها خلال المهرجان، وكذلك قدمت طلبات ومعاتبة على عدم متابعة شخص آخر لنفق حيّ الشجاعية، الذي كشفته قوات الاحتلال في وقت سابق. واتّهم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، في مؤتمر صحافي سبق عرض التسجيلات، جهات أمنية في رام الله بالعمل على استهداف قطاع غزة بأشكال مختلفة. وعدّد البزم هذه الأحداث، ومنها قيام عناصر من الأجهزة الأمنية السابقة في غزة بجمع معلومات حول أهداف تخص فصائل المقاومة المختلفة، وتسليم هذه المعلومات لضباط أمن السلطة في رام الله، ومن ثم وصول تلك المعلومات للاحتلال الإسرائيلي. وذكر البزم، أنّ هذه المتابعات راح ضحيتها العديد من الفلسطينيين من النساء والرجال والأطفال، إذ تم قصف أهداف عدّة خلال العدوان الأخير، بناءً على تلك المعلومات. تصوير / عبدالحكيم أبورياش ولفت إلى أنّه بموازاة ذلك، سعت هذه الجهات لاستغلال الظروف الصعبة في القطاع، وخاصة التي نجمت بعد العدوان لنشر حالة الفوضى والفلتان، من خلال القيام ببعض الحوادث الأمنية الداخلية والتي شملت تفجيرات وحرق مركبات وإطلاق النار. وبين البزم، أنّ الخلافات التنظيمية داخل حركة "فتح" زادت حدتها في الفترة الأخيرة، وانعكست على الشارع في غزة. واتّهم البزم أيضاً، الأجهزة الأمنية في رام الله بالتحريض على غزة والعمل على خلق عداء للقطاع مع دول الجوار وخاصة جمهورية مصر العربية، من خلال صياغة تقارير ومعلومات كاذبة تزج بالقطاع في الأحداث الدائرة في هناك، مؤكّداً أنّهم يمتلكون مئات الوثائق والمراسلات التي تثبت ذلك، وسيتم نشرها في حينه. ودعا المتحدث باسم داخلية غزة، إلى تشكيل لجنة وطنية للنظر في مئات الوثائق التي لديهم والتي تظهر تورط الأجهزة الأمنية في رام الله ضد شعبنا ومقاومته في غزة، ووضع حد لما يسمى بـ"التنسيق الأمني"، والذي يعتبر بمثابة تخابر مباشر مع الاحتلال. وحمّل رئيس الحكومة ووزير الداخلية، رامي الحمدلله، المسؤولية عن كل ما يجري في غزة لتخليه عن مسؤولياته وعدم توفير المرجعية لمتابعة عمل الوزارة وأجهزتها الأمنية. وشدّد على أنّ الأجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها حتى يتم الكشف عن كل من تورط في الإخلال بالأمن والاستقرار في قطاع غزة، وأنّها لن تسمح بعودة الفلتان الأمني مجدداً للقطاع، وستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لذلك.​ -



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 14/03/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com