الآلاف في النمسا يتظاهرون ضد "بيغيدا" المعادية للإسلام


رداً على أول تظاهرة نظمتها "بيغيدا" في وقت سابق بالمدينة نفسها، وشارك فيها 150 من أعضاء الحركة، نظّم "تحالف لينز ضد اليمين المتطرف"، اليوم الأحد، تظاهرة مناهضة لحركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، المعروفة باسم "بيغيدا"، المعادية للإسلام، بمدينة لينز، عاصمة مقاطعة أوبر أوسترايش النمساوية (160 كيلومتراً غرب فيينا)، تحت  شعار "لا متر واحد لبيغيدا".

ونقلت وكالة الأناضول، عن نظيرتها النمساوية الرسمية (أ ب أ)، مشاركة أكثر من 3200 شخص من حزبي الخضر والاشتراكي الديمقراطي وجماعات شيوعية ونقابات عمالية، ومسلمين وعرب، في التظاهرة التي بدأت في الميدان الرئيسي بالمدينة وطافت بشوارع المدينة لتنتهي بميدان محطة القطار الرئيسية.

المتظاهرون رفعوا أعلام النمسا واللافتات ورددوا الشعارات التي تندد بحركة "بيغيدا" العنصرية، وتؤكد أن المسلمين جزء من المجتمع النمساوي يعيشون جنباً إلى جنب مع المسيحيين في سلام وآمان في النمسا عامة ومقاطعة أوبر أوسترايش بشكل خاص، ولافتات أخرى تحمل شعار "لينز متنوعة.. ونحن شعب لينز"، بحسب الوكالة النمساوية.

تأتي هذه التظاهرة رداً على أول تظاهرة نظمتها"بيغيدا" في وقت سابق بالمدينة نفسها، شارك فيها 150 من أعضاء الحركة، على خلاف ما كانت تتوقعه الشرطة من مشاركة 300 شخص.

وعلى غرار ما حدث في تظاهرة "بيغيدا" في فيينا، يوم الاثنين الماضي، شهدت تظاهرات لينز مواجهات بين الطرفين، فصل بينهما 180 رجلاً من قوات الأمن، لتنتهي التظاهرة دون حدوث أي خسائر أو أضرار.

وردد أنصار التحالف ضد اليمين المتطرف شعارات مناوئة لـ"بيغيدا" وتطالب "بطرد النازية من البلاد".

ومن جانبه، قال أحمد عرفة، رئيس تحرير شبكة عرب لينز (شبكة إخبارية مستقلة تهتم بأخبار المقاطعة)، إن تظاهرة التحالف ضد اليمين المتطرف، تشكل رسالة قوية من المجتمع في غرب النمسا تؤكد رفضه لأي دعاوى عنصرية.

وأضاف أنه "من المستحيل أن تكون أوروبا بدون مسلمين، لأنهم أصبحوا جزءاً منها"، مشيراً إلى تجاوز تعدادهم الـ40 مليوناً، متوقعاً زيادته بعد انضمام بقية دول أوروبا الشرقية لعضوية الاتحاد الأوروبي.

لكن عرفة حذّر في الوقت نفسه من خطورة هذا التيار العنصري الجديد، الذي اعتبره نتاج أفكار حزب الأحرار اليميني المعارض لانتهاجه سياسات معادية للإسلام والمسلمين والأجانب في البلاد.

وقال إن "ما حصدته بيغيدا ألمانيا ستحصده بيغيدا النمسا"، في إشارة إلى استقالة قياداتها في كل من البلدين"، معتبراً أن "بيغيدا لن تجد لها أرضاً خصبة في أوروبا".

وكانت حركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة نظمت تظاهرة مساء الاثنين الماضي بفيينا شارك فيها حوالي 300 عضو بحراسة 1200 رجل شرطة، كلفت ميزانية الداخلية 800 ألف يورو، حسب التقديرات الرسمية، وشهدت انتهاكات قانونية تتمثل في الشعارات النازية وتحية هتلر.

وشهدت تظاهرة "بيغيدا" في فيينا مواجهات مع التيارات اليسارية حيث تبادلا الشعارات والزجاجات الفارغة، لكن رجال الأمن نجحوا في فض المواجهات والتظاهرة بعد حوالي ساعة ونصف.

وبدأت حركة "بيغيدا" تظاهراتها المناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء كل يوم اثنين، بنحو 350 مشاركاً في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وزاد عدد المشاركين فيها بسبب هتافاتها المعادية للإسلام والمهاجرين، حيث شارك نحو 25 ألفاً في التظاهرة ـ التي نظمتها في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، كما شارك نحو 17 ألفاً و300 شخص في تظاهرة يوم 25 من الشهر نفسه، وتوسعت أنشطة المنظمة لتشمل عدة بلدان أوروبية أخرى.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 09/02/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com