شنّت قوات النظام السوري هجوماً معاكساً على المناطق التي تمكنت قوات المعارضة المسلحة من السيطرة عليها في الأيام الأخيرة، شمالي مدينة حلب، الأمر الذي مكنها من استعادة السيطرة على تلة المياسات الاستراتيجية الواقعة قرب ضاحية البريج شمالي المدينة، في الوقت الذي احتفظت فيه قوات المعارضة بأكثر من عشرين عنصراً من عناصر النظام كانت قد تمكنت من أسرهم في التلة، صباح أمس. وأكّد الناشط الإعلامي، ثائر الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات النظام استطاعت التقدم إلى التلة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة التي تمكنت من السيطرة عليها في وقت سابق أمس، قبل أن تضطر إلى الانسحاب منها تحت ضغط القصف الجوي العنيف الذي تعرضت له التلة منذ سيطرة قوات المعارضة عليها". وأوضح الشمالي، أن "قصف طائرات النظام الحربية والمروحية للمكان والقصف الأرضي لقواتها بالمدفعية والصواريخ أوقعا خمسة قتلى على الأقل في صفوف قوات المعارضة بالإضافة إلى أنه منع قوات المعارضة من بناء المتاريس الدفاعية في التلة بجهة معاكسة لجهة المتاريس القديمة التي كانت قوات النظام تستعملها للقتال". وكان المكتب الإعلامي للواء "صقور الجبل"، التابع للجيش السوري الحر، قد أعلن، الثلاثاء، في تسجيل مصور بثه على شبكة الإنترنت عن تمكن مقاتليه من أسر خمسة عشر عنصراً من "القوات الخاصة" و"قوات النمر" التابعة للنظام ممن كانوا يتمركزون على التلة الاستراتيجية". وجاء هجوم قوات النظام المعاكس بعد أكثر من ثلاثة أسابيع تمكنت قوات المعارضة فيها من إحراز تقدم ملحوظ على جبهات القتال شمالي حلب، حيث تمكنت قوات المعارضة من السيطرة خلالها على منطقة مناشر البريج والمجبل قرب ضاحية البريج الشمالية. وتشارك معظم تشكيلات قوات المعارضة في قتال قوات النظام على جبهات القتال شمالي حلب، والتي باتت تعد الأهم في المدينة نظراً لسعي قوات النظام لفرض حصار على مناطق سيطرة الأخيرة في المدينة، من خلال التقدم على هذه الجبهات، حيث تتواجد قوات "الجبهة الشامية" و"قوات الجيش الحر" و"جبهة أنصار الدين" وحركة "أحرار الشام" على الجبهات التي تشهد اشتباكات يومية بين قوات النظام وقوات المعارضة