المرزوقي سيرأس "شعب المواطنين" التونسي


يقترب الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، من الإعلان عن تنظيمه السياسي الجديد، كما يكشف مصدر مقرّب منه لـ"العربي الجديد"، وهو سيلتقي اليوم الأربعاء في ذكرى الثورة ممثلين عن التنسيقات المناطقية وعن الأحزاب السياسية وشخصيات مستقلّة ومجموعة من المثقفين الذين ساندوه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وسبقت هذا اللقاء اجتماعات بين ممثلين عنه وعدد من أنصاره عن التنسيقيات في بعض المناطق، كُلّلت باجتماع اليوم الذي يُنتظر أن يكون تمهيداً لإعلان المولود السياسي الجديد الذي لم يتحدد شكله النهائي بعد بين الحركة والحزب.

ولكن المصدر المقرب للمرزوقي يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن الأخير حسم الأمر، بعد أن كانت بعض الأطراف من حزبه الأول "المؤتمر من أجل الجمهورية"، وأطراف مساندة، أبرزها محمد عبو، تدعو إلى أن يكون هذا الكيان ذَا طابع جمعية. ولكن المرزوقي قرر أن يكون مؤسسة سياسية قادرة على لعب دور سياسي في الاستحقاقات المقبلة، وأبرزها الانتخابات البلدية التي تُعتبر موعداً سياسياً واجتماعياً مهماً في تونس.

ويُرجّح المصدر أن يكون يوم 26 يناير/كانون الثاني الحالي موعداً للإعلان عن هذا المولود الجديد، بعد أن كان الخيار بين هذا اليوم لما يمثّله من رمزية تاريخية في تونس، إذ اقترن باحتجاجات شعبية واسعة، وبين 27 يناير/كانون الثاني تاريخ الاحتفال بالدستور الجديد، مؤكداً أن المرزوقي نفسه حسم أمر اختيار التاريخ.

وفي العودة إلى النقاشات السابقة لهذا الموعد، يفيد المصدر بأن موضوع "حراك شعب المواطنين" الذي أعلن عنه المرزوقي بُعيد الانتخابات الرئاسية، كان بمبادرة شخصية منه ومن شخصيات مقرّبة منه، أبرزها مدير حملته الانتخابية، عدنان منصر، ونائبه أنور الغربي، وأن العملية كانت بمعزل عن حزب "المؤتمر"، ما خلق حالة من التردد لدى بعض مكوّنات هذا الحزب.

ويوضح المصدر أن الشخصيات الستين التي وقّعت على البيان السابق المساند للمرزوقي، بمن فيهم وزراء سابقون، مثل عثمان الجاري ووزير الحوكمة عبدالرحمن الأدغم وجمال قمرة ونائب رئيس المجلس التأسيسي العربي عبيد، هم جزء من مؤيدي هذا التوجّه. كما يدعم هذا التوجّه رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" محمد القوماني، ورئيس حزب "البناء" رياض الشعيبي، وعدد من قياديي "التيار الديمقراطي"، على الرغم من تحفظات رئيسه محمد عبو.

ويشير إلى أن بعض الشخصيات الأخرى تتفاعل إيجاباً مع الفكرة، ولكنها لم تعلن إلى الآن انضمامها، مثل العياشي الهمامي وشرف الدين القليل وعمر المستيري وغيرهم من الشخصيات المستقلة.

وعن المبادئ التي سيقوم عليها هذا "الحراك"، الذي سيكون طبعاً في المعارضة، يقول المصدر إنها ثلاثة محاور كبرى، هي: الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واستقلال القرار الوطني.

وعن معنويات المرزوقي اليوم، يؤكد المصدر أنها مرتفعة، بعد مخاوف رافقت الإعلان عن النتائج الرئاسية من تحركات عنيفة في بعض مدن الجنوب، والتي دفعت المرزوقي للدعوة إلى الهدوء، لأنه لا يريد أن يكون سبباً في ما سماه "معركة علي ومعاوية"، وأنه "لا يريد أن يكون سبباً في إراقة قطرة دم واحدة"، وقال إنه يتابع المشهد الحالي، ويعتبر أن "النهضة بصدد إنقاذ المنظومة القديمة" من خلال التحالف الحكومي، لأن هذه المنظومة غير قادرة على الحكم اليوم، ومن دون "النهضة" فستكون مجبرة على انتخابات جديدة سابقة لأوانها، بحسب رأي المرزوقي.




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 14/01/2015
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com