غزة: اعتداءات إسرائيل تهدّد بتفجير الوضع


لا تزال جبهة قطاع غزة مهيأة لعودة المواجهة العسكرية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار المُوقّع في 26 أغسطس/آب الماضي، واستمرار الحصار، وتعطّل عملية إعادة الإعمار.

وعلى الرغم من مرور أربعة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير، إلا أن الظروف التي يعيشها القطاع، تحوّله إلى قنبلة موقوتة، يُمكن أن تنفجر في أي لحظة، حسب ما يعتقد سياسيون ومراقبون للشأن الفلسطيني.

وفي تطوّر ميداني مفاجئ، استشهد أحد عناصر كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، في قصف مدفعي إسرائيلي، استهدف حدود بلدة القرارة، شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، أمس الأربعاء، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جندياً إسرائيلياً أُصيب بجراح خطيرة في مستوطنة "نير عوز"، جنوبي القطاع. وقبل أيام، كانت المقاتلات الإسرائيلية قد شنّت غارتين على شرقي خانيونس، في هجوم هو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال القيادي في "حماس"، إسماعيل رضوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخروق الإسرائيلية المتواصلة، وتعطّل عملية الإعمار واستمرار الحصار وإغلاق المعابر، يجعل قطاع غزة، قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة".

وحمّل رضوان الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، المسؤولية عن تعطيل عملية الإعمار واستمرار الحصار، مشدداً على أن "من حق المقاومة الفلسطينية أن تدافع عن نفسها وعن أبناء شعبها، وأنّ تمنع التغوّل الإسرائيلي".

وأكدّ أن "القصف الإسرائيلي يُعدّ خرقاً فاضحاً لاتفاق التهدئة، ويعطي فصائل المقاومة الفلسطينية الحق في أن تدافع عن نفسها". وطالب مصر، بصفتها راعياً لاتفاق التهدئة الأخير، بـ"التدخل بشكل فوري لوقف خروقات الاحتلال للاتفاق".

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الاشتباكات المسلّحة التي وقعت الأربعاء جنوبي القطاع، والقصف الإسرائيلي قبل أيام لموقع للمقاومة، يعني أننا نعيش واقعاً متفجراً، في ظل تهدئة هشة".

وحذّر من أنّ "استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، في ظلّ تعطل عملية إعادة الإعمار، وتشديد الحصار وإغلاق المعابر، قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في القطاع". وأضاف أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لا يرغبان بتجدد المواجهة العسكرية بصورة واسعة، كما حدث في الحرب الأخيرة، ولكن استمرار الأوضاع في القطاع على ما هي عليه قد يقود لانفجار كبير".

وشدد على ضرورة أن "يتدخل الجانب المصري ويجبر الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ بنود التهدئة التي تم الاتفاق عليها في القاهرة". ويشير المدهون إلى أنّ "تخفيف الحصار الإسرائيلي، وفتح جميع المعابر، وبدء عملية الإعمار بشكل جدي سيقود إلى هدوء حقيقي بالمنطقة".

من جهته، رأى المحلل السياسي ماهر شامية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لم ينفذ الاحتلال منها شيء. كما أن التوتر العسكري الأخير في القطاع، وتعطّل الإعمار وتشديد الحصار، لا يوحي بأننا مقبلون على فترة هدوء".

وأضاف أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول أن يخرج بمظهر الرجل القوي في الانتخابات الإسرائيلية، من خلال جرّ قطاع غزة إلى تصعيد محدود، ينحصر في اشتباكات حدودية محدودة، وقصف بعض المواقع واغتيال شخصيات عسكرية ميدانية".

وشدد على أن "ما يجعل غزة قنبلة موقوتة هو رفض المقاومة الفلسطينية لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية ورغبتها بالرد، في ظل عدم تدخل الوسيط المصري ليلزم إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار". وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية قد نقلت أخيراً، عن المعلق العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان، قوله بإن "تقديرات شعبة الاستخبارات في القيادة العامة الإسرائيلية لعام 2015، تشير إلى أن هنالك احتمالاً لتجدد المواجهات المسلحة مع قطاع غزة والضفة الغربية، بدرجات متفاوتة". ولفت فيشمان إلى أن "تعليمات صدرت من القيادة العامة الإسرائيلية بالاستعداد لإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية في غزة".

وشنّت إسرائيل حرباً على قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز الماضي أسفرت عن استشهاد 2200 فلسطيني وإصابة نحو 11 ألف آخرين، بالإضافة إلى تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل جزئياً بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/12/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com