أمريكا تجيد لعبة السنة والشيعة!!


تفشل أمريكا في غزواتها العسكرية: فيتنام، العراق، أفغانستان، الصومال، ولكنها تنجح في المقابل في ألاعيب الخداع والوقيعة وإحداث الفتن ولاشك أنها تستفيد وتتعلم من بيت الخبرة البريطاني!!
خلال الحرب العراقية الايرانية تقلبت أمريكا سراً وعلناً بين الطرفين وكانت دائماً مع الطرف الأضعف في لحظة معينة ضد الطرف الأقوى حتى تتواصل الحرب لتحطيم الطرفين ، وفي السنوات الأخيرة تتقلب الولايات المتحدة ، فتبدو  حليف أهل السنة ضد الشيعة ، وصبت في الحزام السني السوري كماً هائلاً من الأسلحة والخبراء عبر تجمع ما يسمى (أصدقاء سوريا) وكانت أمريكا تعلم أن هذا السلاح والتمويل والتدريب يصب في خانة "المتطرفين" وعلى رأسهم تنظيم النصرة الذي يرتبط بـ داعش وكل الأنظمة "السنية"- من حيث تركيبة سكان بلادها! – تعلم ذلك علم اليقين-، بل كانت تتصل مباشرة بهذه التنظيمات ، واتهام قطر وحدها الآن كلام فارغ وعبث، جعل من مدير مخابرات قطر يصرح بأن ذلك كان يتم بمعرفة المخابرات الأمريكية!! وكان من أسباب الخلاف السعودي – القطري أن السعودية ترى إن قطر الصغيرة تتطاول عليها وتتدخل في ملف سوريا الذي ترعاه السعودية تاريخيا!! وكان الخلاف بينهما : من يدير ملف الحركات المسلحة في سوريا !! ولم يكن هذا التحرك الأمريكي انحيازاً للمذهب السني ولا للديمقراطية وإلا كان من الأولى رفع رايات الاسلام والحريات السياسية في الأردن وبلدان الخليج!! بدلاً من ادعاء مناصرة الاسلام والديمقراطية في سوريا .
كان هذا التحرك الأمريكي لضرب تحالف ايران – سوريا – حزب الله، وخط إمداد الأسلحة من طهران إلى جنوب لبنان!! الذي يهدد اسرائيل كما ظهر في حرب 2006 وما قبلها والذي ما يزال مستمراً حتى الآن. وبالتناغم مع ذلك قامت الحركات الاسلامية المسلحة بإيعاز من دول الخليج بإعلان الأسد وايران وروسيا وحزب الله أعداء الاسلام رقم (1) ومعهم النظام العراقي الذي يسوده الشيعة .
وأصبح الجهاد في سوريا وكأنه جهاد في أفغانستان ضد السوفييت ولم يُترك الموضوع للشعب السوري بل تم حشد عشرات الآلاف من المجاهدين من مختلف أنحاء العالم في وقت كان السوريون يزحفون بالملايين خارج سوريا، حوالي 5 ملايين معظمهم من السنة!!
وأصبح "الجهاد" يدار من قواعد الناتو في تركيا والأردن.
واستبداد نظام الأسد لايبرر الوقوع في فخ هذه الخطة الخبيثة التي تستهدف تدمير وتقسيم سوريا، بل كان الشعب السوري بقواه الحية والمعارضة يقرر هل يستطيع أن يسقط الأسد أم لا؟! بدون هذا التحالف مع أعداء الأمة .
ولكن دعونا مع الموقف الأمريكي، فهو في هذه الفتن التي يصنعها ينقلب بمنتهى الخفة من معسكر إلى معسكر، فأصبح الآن في معسكر الشيعة والعلويين لضرب داعش وأخواتها لأنها أصبحت الطرف الأقوى في المعادلة، وأصبحت الطائرات الأمريكية تقصف داعش والنصرة في سوريا والعراق لحساب الشيعة والعلويين وحزب الله وايران!! مع استمرار قصف القاعدة في اليمن لحساب الحوثيين. وفي كل مرة ينخدع بعض السنة وبعض الشيعة ويظنوا أن أمريكا أصبحت معهم. ولكن أمريكا ستظل تتقلب بين الطرفين حتى تضرب القوى السنية والشيعية جميعاً، وتضعف جميع الأطراف، وليصبح الجميع مثل أنظمة الخليج والأردن ومصر يتقلبون مع أمريكا حيثما شاءت. فها هي أمريكا تعود مرة أخرى فتنقلب على الحوثيين في اليمن ، وتهدد بفشل المفاوضات مع ايران خلال اسبوعين. بل تستخدم الأمم المتحدة كمطية في اصدار عقوبات وتهديدات ضد الحوثيين. ولن تنهض الأمة إلا إذا اتحدت كافة قوى الاستقلال  الرافضة لهذه التبعية المقيتة، وان يجاهد الجميع لطرد أمريكا من المنطقة، وأن نرتب أوضاعنا معاً نحن أبناء المنطقة، سنة وشيعة،عرب وعجم، اسلاميون وقوميون ووطنيون، مسلمون ومسيحيون...الخ
من يظن منكم أن أمريكا تبتسم له ينطبق عليه قول الشاعر (بتصرف) انك إذا رأيت أنياب الذئب بارزة (فلا تظن أن الذئب يبتسم)!!
(الشعب)  



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/11/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com