هل يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى قطع الإنترنت لمحاربة الجهاديين؟


طلب الاتحاد الأوروبي مساعدة عمالقة شبكة الإنترنت لمساعدته في محاربة الجهاديين لمنعهم من تجنيد الآخرين ووقف بث الأشرطة الدعائية وتلك المشيدة بأعمالهم، وذلك خلال لقاء مع وزراء الداخلية مساء الأربعاء في لوكسمبورغ.

وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا ملمستروم الخميس: إن "قطع شبكة الإنترنت ليس أمرًا واردًا، لم يكن هذا فحوى اللقاء".

وأضافت: كان "عشاء غير رسمي لبحث سبل التعاون وشرح المسؤولون في شركات الإنترنت للوزراء سياساتهم حيال الرقابة على المحتوى ولم يتم اتخاذ أي قرار".

وشارك في العشاء ممثلون عن شركات غوغل وفيس بوك وتويتر ومايكروسوفت.

وتستخدم المجموعات الجهادية شبكات التواصل الاجتماعي ومنتديات الإنترنت لبث الصور والأشرطة المتعلقة بنشاطاتهم من أجل تجنيد الآخرين.

وأعرب وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو الفانو عن الأسف لأن "هذه الوسائل فعالة جدًّا في نشر التطرف".

وقال مسؤولون أوروبيون: إن أشرطة الفيديو المصورة أثناء قطع رؤوس الرهائن تشكل أدوات للدعاية كما أنها تستخدم لممارسة الضغوط على القادة الغربيين الذين تعهدوا بمحاربة الجهاديين.

وتواجه أوروبا مشكلة انضمام مواطنيها للجهاد في سوريا والعراق، والذي شهد ارتفاعًا ملخوظًا هذا العام من مجرد بضع مئات ليتجاوز ثلاثة آلاف، وفقًا لأرقام منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف.

وتمكنت كثير من العائلات من تحديد أماكن وجود أبنائها عن طريق خدمة تحديد الأمكنة المتوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتقتفي الشرطة الأوروبية أثر الجهاديين تجنبًا لعودتهم ومواجهة التهديدات بحصول اعتداءات فهي بالتالي بحاجة إلى هذه الرسائل لتحديد مكانهم، بحسب ما أعلنه مسؤول أوروبي.

ويهدف التعاون مع شبكات التواصل الاجتماعي إلى منع بث الرسائل وصور الجهاديين ويجب أن تكون العملية سريعة نظرًا لسهولة استخراج نسخ عن الأفلام والصور بسرعة كبيرة.

ويؤكد فيس بوك، أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم مع 1,3 مليار مستخدم، أنه يعمل على إقصاء كل المجموعات الإرهابية.

وتتدخل الشركة في محتويات الحسابات التي تعتبرها مخالفة لشروط الاستخدام وخصوصًا الدعوة إلى العنف فور الإبلاغ عنها، بحسب مونيكا بيكيرت المسؤولة عن سياسة المحتويات.

من جهته، اتخذ موقع توتير إجراءات "أحالت الأمور أكثر صعوبة للدولة الإسلامية"، وقال كيرشوف: "تخلوا عن تويتر وانتقلوا إلى منتدى آخر واضطروا أن يتخلوا عنه أيضًا لاختيار نظام آخر في روسيا".

وقال مسؤول أوروبي: "إن النقاش يدور حول التوازن بين حرية التعبير واحترام كرامة الإنسان".

كما يسعى الوزراء أيضًا إلى تعزيز الأمن على الحدود لمنع المغادرة ومراقبة عودة الإرهابيين المحتملين.

وأضاف كيرشوف: "لا أعتقد أن هجومًا كبيرًا سيقع، لكن على أوروبا أن تخشى اعتداءات مخيفة مثل ذلك الذي استهدف المتحف اليهودي في بروكسل عندما أطلق رجل النار فقتل أربعة أشخاص قبل أن يتمكن من الفرار". وتم توقيف شاب فرنسي متطرف بتهمة قتلهم.

وكان الشاب عائدًا من سوريا عبر ألمانيا ودول آسيوية.

وتبحث أوروبا عن وسائل لتعزيز الرقابة على مواطنيها على حدودها الخارجية، لكن قواعد "شينغن" تمنع المراقبة بشكل منتظم، كما يعرقل البرلمان الأوروبي قانونًا للكشف عن معطيات شركات النقل الجوي.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/10/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com